الاثنين، 20 مايو 2013


نقص الكروم و مرض السكري



السكري
الكروم هو معدن يوجد في الأغذية الطبيعية ولا يصنع أو يشيد كيميائياً، و معدن الكروم مهم جداً لصحة الإنسان فهو يستخدم لتنشيط الأنزيمات الداخلة في عملية التمثيل الغذائي للجلوكوز وكذلك تصنيع البروتين.
يحتوي جسم الإنسان البالغ على حوالي 6 جرامات من الكروم، ويوجد بتركيز عال في الشعر والطحال والكلى والخصيتين، وبتركيز أقل في المخ والقلب.
نحن نعرف جيداً علاقة الجلوكوز بسكر الدم و اضطرابات التمثيل الغذائي للجلوكوز. تشيع معرفة الجلوكوز بسكر الدم، وهو الوقود الذي “تحرقه” خلايانا للحصول على الطاقة.
وهرمون الأنسولين هو الذي ينظم كمية الجلوكوز في الدم وذلك بحمايته حتى دخوله إلى الخلايا حيث يتم تخزينه واستعماله فيما بعد. و هذا الأمر يمنع سكر الدم من الارتفاع لمستويات عالية كما يحدث في الداء السكري، أو أن ينخفض كما يحدث في هبوط سكر الدم.
ولأن الكروم هو أهم المعادن المشاركة في إنتاج الأنسولين فلا عجب في أن نقص الكروم يتعارض مع الحفاظ على مستويات صحية لسكر الدم. و هناك دلائل قوية ومتنامية على أن العديد من اضطرابات التمثيل الغذائي لسكر الدم وبالأخص الداء السكري و هبوط سكر الدم في واقع الأمر من أعراض نقص الكروم.
ولقد وجد بالفعل أثناء التجارب أن مكملات الكروم تحسن تحمل الجلوكوز لدى بعض المصابين بالداء السكري وبعض الأشخاص الذين يعانون من عدم القدرة على تحمل الجلوكوز. في إحدى الدراسات، على سبيل المثال، تم إعطاء مكملات الكروم لعشرة أشخاص من كبار السن، استجاب منهم أربعة للكروم واختفت كل الأعراض غير الطبيعية لاختبار تحمل الجلوكوز في وقت قصير.
وهؤلاء الأشخاص الأربعة كانوا يعانون من اضطرابات خفيفة في الجهاز الهضمي. بينما الأشخاص الذين لم يستجيبوا كانوا يعانون من اضطرابات شديدة في الجهاز الهضمي، وهذا يرجع إلى أن الذين لم يستجيبوا ربما كان لديهم نقص شديد في الكروم يستلزم تناولهم للكروم لفترة طويلة لكي يظهر التحسن عليهم.
عموماً فعندما أنصح بتناول مكملات الكروم لمرض الداء السكري النوع الأول (المعتمد على الأنسولين) أو النوع الثاني(غير المعتمد على الأنسولين) مع برنامج غذائي ورياضي فإنه يصبح في مقدور أطبائهم خفض جرعاتهم من الأنسولين أو حتى إيقاف الدواء الذي يتناولونه عن طريق الفم.
كما أن مكملات الكروم تحسن من فاعلية الأنسولين لدى المصابين بالداء السكري. ان مكملات الكروم تحسن تحمل الجلوكوز لدى بعض المصابين بالداء السكري، وبعض الأشخاص الذين يعانون من عدم القدرة على تحمل الجلوكوز.
في دراسة ثانية أُعطي 76 متطوعاً 200 ميكروجرام من الكروم يومياً ولاحظ الباحثون تحسناً ملحوظاً في تحمل الجلوكوز في عدد من الأشخاص. وذكر الباحثون أن تناول الحد الأدنى من الكروم يبدو أنه منتشر في الولايات المتحدة الأمريكية وبلدان متقدمة أخرى. وأن الوجبات المتوازنة لا تقدم الكمية الكافية من الكروم، ونشرت هذه الدراسة في مجلة American Journal of Clinical Nutrition , 1982.
وفي دراسة أخرى أجريت على الإنسان أُعطي خمسة أفراد يعانون من ارتفاع في سكر الدم 218 ميكروجراما من الكروم يومياً مدة 6 أشهر، وقد أكدوا جميعاً تحسناً في التحكم في سكر الدم، كما أظهروا انخفاضاً ملحوظاً في نسبة الكولسترول الكلية إلى نسبة البروتينات الدهنية عالية الكثافة مما خفض خطر الإصابة بأمراض شرايين القلب التاجية إلى النصف.
وقد نشرت هذه الدراسة في التقرير الثلاثين العالمي للغذاء سنة 1984م، وفي دراسة أخرى أجريت على مرضى الداء السكري أُعطي 6 من مرضى النوع الثاني غير المعتمد على الأنسولين 30 ميكروجراماً من الكروم يومياً على شكل أقراص خميرة، وبعد حوالي أسبوعين من تناول هذا العلاج كان متوسط سكر الدم للصائم ومقاومة الأنسولين لديهم تقترب من النسب الطبيعية.
ومن ثم اقترح الباحثون أن الكروم عوض مخزون الخلية من الكروم وزاد في الوقت نفسه من تأثير الأنسولين، وقد نشرت هذه الدراسة في مجلة General Pharmacololgy , 15, 1984. وفي تجربة أجراها الباحثون على بعض المسنين الأصحاء الذين لا يعانون من داء السكري حيث قُسم 16 متطوعاً مسناً إلى ثلاث مجموعات، ثم أُعطي 200 ميكروجرام من الكروم، 100 ملليجرام من حمض النيكوتينيك يومياً مدة 28 يوماً وقد تسبب مركب الكروم والنيكوتينيك في انخفاض 15% من إجمالي نسبة السكر من السكر في حالة الصيام.
وفي تجربة أخرى أجريت على المسنين حيث أُعطي 10 مسنين مكملات الكروم، وقد أظهر 4 منهم اختفاء كل العلاجات غير الطبيعية لاختبار تحمل الجلوكوز وهذا النوع من الاستجابة لدى هؤلاء الأفراد يرجح احتمالية أن الأفراد الذين لم يستجيبوا يعانون من نقص شديد في الكروم ويحتاجون لتناول المكملات مدة أطول لكي يظهر استجابة.
لقد اتضح أن بيكولينات الكروم Chromium Picolinate تخفض بصورة ملحوظة دهون الدم التي تشمل الكولسترول والبروتينات الدهنية عالية الكثافة وتخفض الجلوكوز لدى الإنسان، بالإضافة إلى كونها مادة فعالة في علاج اضطرابات الدهون.
في دراسة أجريت لاختبار دور الأنسولين في مقاومة الصدفية، وجد أن القروح الناتجة عن الصدفية الشديدة تحسنت لدى المرضى الذين لديهم مقاومة للأنسولين بعد إعطائهم الكروم، وقد تحسنت أعراض الصدفية والقدرة على مقاومة الأنسولين بعد إعطاء هؤلاء المرضى مكملات الكروم.
ويقول الدكتور والتر ميرتز الذي اكتشف الكروم متعدد النيكوتين أنه هو التركيبة الحقيقية التي تؤثر بشكل متميز على خفض الجلوكوز بالدم، كما يعمل بوصفة مضاداً للأكسدة في الكبد والكلية. ومع ذلك فقد اُكتشف أن كل صور الكروم تحسن تحمل الجلوكوز وتخفض مستوى الدهن في الدم وتقلل المقاومة للأنسولين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق