ممـا لا شك فيه أن القرآن شفاء لجميع الأمراض العضوية والنفسية والروحية ، يقول الإمام ابن القيم – رحمه الله – فالقرآن هو الشفاء التام من جميع الأدواء القلبية والبدنية ، وأدواء الدنيا والآخرة ، وما كل أحد يؤهل ولا يوفق للاستشفاء به ، وإذا أحسن العليل التداوي به ، ووضعه على دائه بصدق وإيمان ، وقبول تـام ، واعتقاد جازم ، واستيفاء شروطه ، لم يقاومه الداء أبدا ، وكيف يقاوم الأدواء كـلام رب الأرض والسماء ، الذي لـو نزل على الجبال لصدعها أو على الأرض لقطعها ، فما من مرض من أمراض القلوب والأبداء إلا وفي القرآن سبيل الدلالة على دوائه وسببه والحمية منه لمن رزقه الله فهما في كتابه ، قال تعالى : ﴿أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾ ، من لم يشفه القرآن فلا شفاه الله ، ومن لم يكفه القرآن فلا كفاه الله . اهـ


فكلام الإمام ابن القيم رحمه الله يوضح لنا أهمية العلاج بالقرآن من جميع الأمراض والأسقام ، والواقع يؤكد لنا ذلك فكثير من الأمراض التي وقف الطب الحديث موقف الحائر أمامها ، وأيقن بعدم حصول الشفاء ، وكم من حالة حُكم عليها بالموت بعد أيام قليلة فأُكرم أصحابها بالعافية والصحة بعد أن شرح الله صدورهم للتداوي بكلامه سبحانه وتعالى .


وحديثنا اليوم عن الداء الذي حل في وسط مجتمعنا ، ألا وهو داء السرطان ، الذي وقف الطب الحديث عاجزا فلم يجد له علاجا فعالا مع العلاج بالكيماويات والأشعة ومع ذلك لم نسمع عن حصول شفاء تام لكثير من الحالات .


وبما أن القرآن شفاء نجد أن أغلب من وفق للعلاج به وجد لذلك حصول المراد وشفاءه من هذا الداء العضال ، فلماذا نغفل عن هذا العلاج الذي بين أيدينا ونتخبط بين العلاجات الكيماوية التي لا تفيد في شيء .


ومما استنتجناه من تجربتنا أن لسورة الرحمن وقع كبير في علاج هذا الداء العضال، فهي تشرح الصدر وترخي الجسد فيحس المريض حينها براحة في جميع أطرافه ، هذا بالإضافة إلى كونها سببا في الشفاء بإذن الله تعالى .


وأذكر قديما أنني شاهدت مقابلة تلفزيونية مع رجل من بكستان يعالج داء السرطان بسورة الرحمن بصوت الشيخ عبد الباسط محمد عبد الصمد ، وكم من حالة شفيت على يديه بسبب اكتشافه هذا .


ولا نقول أنه اكتشاف بل عندنا يقين في أن لكلام الله تبارك وتعالى وقع في نفوس المرضى وأنه شفاء لجميع الأمراض والأسقام بإذن الله تبارك وتعالى .


سئل سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن بـاز عن التداوي والعلاج بالقرآن والاستشفاء به من الأمراض العضوية كالسرطان ونحوه ، وكذلك الاستشفاء به من الأمراض الروحية كالعين والمس وغيرهما ؟


فأجاب – رحمه الله – ( القرآن والدعاء فيهما شفاء من كل سوء بإذن الله ، والأدلة على ذلك كثيرة منها، قوله تعـالى :﴿ ... قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ ... ﴾ وقولـه سبحانه:﴿ وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ... ﴾ ، وكان النبي اضغط هنا لتكبير الصوره عليه وسلم : إذا اشتكى شيئا قرأ في كفيه عند النوم سورة " قل هو الله أحد " و " المعوذتين " ثلاث مرات ثم يمسح في كل مرة على ما استطاع من جسده فيبدأ برأسه ووجهه وصدره في كل مرة عند النوم، كما صح الحديث بذلك عن عائشة رضي الله عنها ) . اهـ


ويقول الشيخ عبد الله بن محمد السدحان : ( القرآن عـلاج لكل شيء والأصـل في التداوي هو : أن يكون بالقرآن ، ثم بالأسباب الدوائية حتى في الأمراض العضوية ، لا كما يزعمه جهلة القرآن من أن من كان مرضه عضويا فليذهب إلى المستشفيات، ومن كان مرضه نفسيا فليذهب إلى العيادات النفسية ، أمـا إن كان مرضه روحيا فعلاجه بالقرآن !! من أين لهم بهذا التقسيم ؟ فالقرآن طـب القلوب ودواؤها وعافية الأبدان وشفاؤهـا ، قال تعالى : ﴿ وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ...﴾، وانظر إلى كلمة شفاء ، ولم يقل دواء لأنها نتيجة ظاهرة ، أما الدواء فيحتمل أن يشفي وقد لا يشفي ) . اهـ


وختاما أنقل لكم قصة البنت هند وعلاجها بالقرآن من داء السرطان :


أصيبت بأشد أمراض السرطان في إحدى ساقيها وقد أجريت لها فحوصات طبية مكثفة في مركز ( حسين مكي جمعة ) لجراحة السرطان بالكويت ، كما تلقت علاجا مكثفا في مركز ( أجلستون ) الأمريكية ، وقد بلغت تكاليف العلاج حوالي نصف مليون دولار ، كما تعرضت لعمليات فحص وتشخيص حصليتها ملف ضخم من التقارير ، وما يربو على مئتين وخمسين صورة أشعة تؤكد إصابتها بالمرض .


وفي إحدى مراحل العلاج ، وبعد تشخيص دقيق ، خضعت هند لمرحلة علاج كيماوي ( كيموثيروبي ) لم يؤد إلى أي نتيجة ، في الوقت الـذي ذكر فيه الأطباء المختصون في مركزين مذكورين أن هذه النوعية من العلاج يجب أن تؤدي إلى نتيجة رئيسة خـلال ثلاث أسابيع على أبعد تقرير .


وفي مرحلة ثالثة نصح الأطباء والدي هند ببتر ساقها مع احتمال ظهور خلايا سرطانية في أجزاء أخرى من الجسم في وقت لاحق لا يتعدى سنوات قليلة .


إحدى عناصر المأسات تتمثل في وجود عـدد غير قليل من أقرباء هند مصابين بالمرض نفسه.


حالة الحزن التي بـدأت على وجه الطفلة الصغيرة هند جعلت والدها يتعثر في برنامجه لتقديم أطروحة الدكتوراه في كمبيوتر في إحدى الجامعات الأمريكية ، في حين كانت ليالي طويلة تمر على والدة هند وسط هاجس مـن الخوف والقلق على مستقبل ابنتها الصغيرة، ولكن إيمانها بالله جعلها تسلم بقضاء الله وقدره ، وفي ليلة من الليالي أوت أم هند إلى فراشها ، فسافر ذهنها بعيدا ، وأخـذت تسبح في بحر من الأوهام والخيالات، فتمثل لهـا صورة ابنتها الصغيرة وهي تمشي على سـاق واحدة وتتوكأ على عصى ، فانهمرت عيناها بالدموع حتى بللت الفراش ، فاستعاذت بالله من الشيطان الرجيم ، وأخذت بذكر الله عز وجل.

وفجأة ...
تذكرت أم هند شيئا مهما قد نسيته ، إنهـا الاستخارة ، فقامت مسرعة وبادرت إلى أدائها .
وفي الصباح كرهت أم هند جميع أنواع العلاجات والأدوية التي تقدم لابنتها ، وقررت عدم الاقدام على بتر ساق ابنتها،فقد هداها الله إلى علاج آخر يختلف على سائر الأدوية والعلاجات ،، إنه القرآن الكريم الذي جعله الله شفاء ورحمة للمؤمنين.
فقد ذكر لها شيخ فاضل يعالج بالقرآن والرقى الشرعية ، فانطلقت بابنتها إليه ، وبعد عدة جلسات قام فيها الشيخ بالقراءة والنفث على ساق هند ودهنها بالزيت، كـانت المفاجأة...
فقد بـدأ التحسن يطرأ على ساق هند ، وبدأ الشعر ينمو في رأسها بعد أن تساقط معظمه بسبب العلاج السابق ، ثم شفيت بإذن الله وعادت إلى عادتها الطبيعية .
لقد كانت نتيجة مدهلة للجميع .. للطفلة التي عادت إليها الحيوية والنشاط ونضارة الطفولة ، ولذويها الذين كادوا أن يفقدوا الأمل في شفاءها مـن هذا المرض العضال ، بعد أن أجمع الأطباء على أن لا عـلاج إلا البتر ، أمـا الشيخ فابتسم وهو يقول : إن الأمر غير مفاجئ له ، فمعجزات القرآن عادية لكل مؤمن ، وهي أكثر من أن تحصى ، وقد جعل الله آياته شفاء لكل داء .. قال سبحانه : ﴿ وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ . القصة نقلا من : فتح الحق المبين في أحكام رقى الصرع والسحر والعين