من أسبابه السمنة والسكر والعدوى الفيروسية: تشمع الكبد يقلل من إنتاج البروتينات المسؤولة عن تخثر الدم وتجلطه

الكبد هو أكبر عضو بالجسم وهو مهم لسلامة الجسم ولقيامه بوظائفه، �ويقوم الكبد بالوظائف التالية:- 

 ويقوم الكبد بالوظائف التالية:- إزالة السموم من الدم ومعادلتها.
- إنتاج عوامل مناعية لمقاومة العدوى وإزالة الجراثيم والميكروبات من الدم.
- إنتاج البروتينات المنظمة واللازمة لتخثر الدم وتجلطه.
- ينتج العصارة الصفراوية اللازمة لامتصاص الدهون والفيتامينات المذابة في هذه الدهون.
- قيام الكبد بكل هذه الوظائف المهمة يعني أن لا أحد من الناس يمكنه أن يعيش بكبد معرض للتليف أو متليف جزئيا، حيث إن ذلك سيؤثر على قدرة الكبد إلى أداء وظائفه.

كبد مصاب بالتشمع
وفي تشمع الكبد فإن ندوبا تحل محل بعض النسيج الكبدي السليم كما تجدد بعض خلايا الكبد ويكون في الكبد كلا النسيجين كمحصلة لتفاعل النسيج الكبدي للعوامل التي يتعرض لها وتتسبب في إيذائه على المدى الطويل، وكلما زاد تعرض الكبد للعوامل التي تؤذيه زادت الندوب على حساب النسيج السليم وكلما زادت شدة المرض تدريجيا، كما يحدث في هذه الحالة تعطل سريان الدم بالكبد مما يجعله لا يؤدي وظيفته كما ينبغي، ويعتبر تشمع الكبد السبب الثاني عشر في الترتيب ضمن أسباب الوفيات، حيث يتسبب في وفاة ما يقارب 26000 شخص في كل عام كما أنه يتسبب في معاناة ودخول للمستشفيات وتعطيل للإنتاج بمعدلات عالية.

أسباب تشمع الكبد
* تعاطي الخمر حيث يحدث بين المتعاطين للكحوليات بكميات كبيرة بعد عقد من الزمان، ويعتقد العلماء أن تأثير الكحوليات يكون من خلال تعطيل التمثيل الغذائي للبروتينات والكربوهيدرات والدهون بالكبد.
* الإصابة المزمنة بفيروس سي chronic hepatitis C حيث إن الإصابة بهذا الفيروس تسبب التهابا وتلفا بسيطا بالكبد وعلى مدى عقود يؤدي إلى تشمع الكبد.
* الإصابة المزمنة بالفيروس بي ودي chronic hepatitis B and D حيث يتسببا أيضا على مدى عقود من الزمان في تشمع الكبد، ويذكر أن الفيروس دي لا يأتي بمفرده ولكن يصيب الحالات المصابة بالفيروس بي.
* إصابة الكبد بالتهاب مناعي ذاتي autoimmune hepatitis, مما يتسبب في إحداث التهاب وتلف وتشمع الكبد.
* الإصابة ببعض الأمراض الوراثية مثل مرض ويلسون وغيره من الأمراض التي تؤثر في طريقة الكبد في تخزين وتصنيع الأنزيمات والبروتينات والمعادن وغيرها من المواد اللازمة لسلامة قيام الجسم بوظائفه .
* الإصابة بالكبد الدهني، والذي قد يحدث لمرضى السكر أو بسبب السمنة.
* الإصابة بانسداد القنوات المرارية حيث يسبب ارتجاع العصارة الصفراوية بسبب الانسداد تلفا بأنسجة الكبد.
* قد يكون السبب بعض الأدوية أو التعرض لمواد سامة.

أعراض تشمع الكبد
في البداية لا يعاني كثير من الأشخاص من أي شكوى ولكن مع تقدم المرض وزيادة النسيج الكبدي المصاب بالتشمع والذي يحل بدلا من النسيج السليم فإن الشخص يشكو من الأعراض التالية:
- الشعور بالتعب الشديد والإرهاق والضعف .
- فقدان الشهية.
- الشعور بالغثيان والدوار.
- فقدان الوزن .
- ألم بالبطن.

مضاعفات تشمع الكبد* عندما يفقد الكبد قدرته على تصنيع البروتين المسمى بالألبومين فإن الماء يتجمع بين خلايا أنسجة الجسم فتتورم ويكون ذلك أكثر ما يظهر بالساقين كما يتجمع الماء بالبطن.
* وعندما يكون إنتاج الكبد قليلا للبروتينات المسؤولة عن تخثر الدم وتجلطه، فإن المريض يصاب بالنزف بسهولة وقد يظهر ذلك على شكل احمرار براحتي اليدين.
* يرقان نتيجة تجمع المادة الصفراء بالجسم ويظهر ذلك على شكل اصفرار بالعينين والجلد.
* حكة جلدية نتيجة تجمع مادة الصفراء بالجلد.
* نتيجة لتجمع السموم بالجسم فإن وظائف المخ يحدث بها تغير مما يسبب عدم اهتمام المريض بمظهره واللامبالاة والنسيان وعدم القدرة على التركيز وتغير في النوم ويصل التغير في النهاية بالمريض إلى الغيبوبة والموت.
* يكون الشخص أكثر عرضة للتأثيرات الجانبية للأدوية حيث تقل قدرة الكبد على التخلص من الأدوية والتي تتجمع بالدم.
زيادة الضغط بالوريد البابي والذي يحمل الدم من الأمعاء والطحال إلى الكبد.
* نزف نتيجة حدوث انفجار بدوالي المريء والتي تحدث من جراء زيادة ضغط الدم بالوريد البابي.
* الإصابة بالنوع الثاني من مرض السكر.
* سرطان في الكبد، والذي ينشأ عادة نتيجة تشمع الكبد والذي يتسبب في حدوث نسبة عالية من الوفيات.

تشخيص تشمع الكبديتم التشخيص من خلال الأعراض والعلامات. عند فحص هذه الحالات يجد الطبيب الكبد متضخما وصلبا عنه في الحالة العادية، وعند ذلك يأمر بأخذ عينات من الدم لعمل التحاليل اللازمة للتأكد من وجود المرض.
للتعرف أكثر على حالة الكبد قد يطلب الطبيب عمل أشعة مقطعية computerized axial tomography CAT scan وأشعة صوتية ultrasound وأشعة رنين مغناطيسي magnetic resonance imaging (MRI) أو عمل مسح scan للكبد باستخدام النظائر المشعة radioisotope أو عمل فحص بالمنظار laparoscope. قد يحتاج الطبيب إلى أخذ عينة من النسيج الكبدي عن طريق إبرة خزعة (biopsy needle) ثم يتم فحص العينة مجهريا كما هو موضح بالصورة.

علاج تشمع الكبد- التشمع الذي يحدث بالكبد غير قابل للتراجع ولكن العلاج يهدف إلى إيقاف تقدم المرض والتقليل من المضاعفات.
- يهتم العلاج بالتعامل مع أسباب المرض والمضاعفات التي حدثت، فمثلا يتم إيقاف تعاطي الكحول عندما يكون الكحول هو السبب، يستخدم عقار الإنترفيرون interferon لعلاج الالتهاب الكبدي الفيروسي، تستخدم مركبات الكورتيزون لعلاج الالتهاب الكبدي المناعي الذاتي autoimmune hepatitis, أما في حالة مرض ويلسون والذي يتسبب في زيادة عنصر النحاس بأعضاء الجسم فإن العلاج يهدف إلى إزالة هذا العنصر الزائد من الجسم.
- يجب اتباع نظام غذائي صحي مع التقليل من الجهد الذي يبذله المريض.
- تناول غذاء قليل الملح ومدرات البول وذلك للتخلص من السوائل الزائدة المحتجزة بالجسم.
- تستخدم المضادات الحيوية للتغلب على العدوى.
- تستخدم أدوية لعلاج الحكة الجلدية.
- ينصح في هذه الحالات بالتقليل من البروتين في الطعام حيث إن البروتين الزائد في هذه الحالات يسبب تراكم السموم بالجسم نتيجة القصور في وظائف الكبد.
- يتم وصف الملينات بهدف إزالة السموم من الأمعاء.
بالنسبة لزيادة الضغط بالوريد البابي فيتم استخدام الأدوية المخفضة لضغط الدم.
في حالة نزف دوالي المريء يقوم الأطباء بحقنها بمادة تسبب تليفها وانسدادها مثل مادة الإثانولامين أولييت ethanolamine oleate أو عمل ربط للدوالي برباط مطاطي.
تكون زراعة الكبد ضرورة عند عدم القدرة على التحكم في المضاعفات أو عند توقف الكبد عن أداء وظيفته، وفى هذه الجراحة يتم إزالة الكبد المريض ويستبدل بالكبد السليم المزروع.