لقطة تظهرها كاميرا تلسكوب هابل الفضائي لطبقات غبارية وغازية في الكون (أرشيف)
أعلن باحثون في الولايات المتحدة اليوم أن فريقا دوليا من علماء الفلك تمكن من مراقبة ما يعتقد أنه أبعد مجرة تم اكتشافها حتى الآن وتم التقاط صور لها بفضل التلسكوب الفضائي هابل. وأوضح عالم الفلك جان بول نيب من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا أن هذه المجرة التي اكتشفت كانت صورها ضعيفة جدا والتحقق من بعدها كان تحديا استثنائيا. وقال عالم الفلك الذي ستنشر نتائج أعماله في نشرة أستروفيزيكال جورنال "لولا تضخيمها 25 مرة بسبب تراكم المجرات الثابتة لكان من المستحيل اكتشاف هذا الشيء أو دراسته بالتلسكوبات التي نملكها اليوم" و"قمنا برفع قدرات مراكز المراقبة التابعة لنا إلى أقصى حد". وأكد عالم الفلك ريتشارد إيليس الذي شارك في إعداد الدراسة أهمية اكتشاف هذه المجرة لفهم ما يعتقد أنه المراحل الأولى لتشكل الكون التي يطلق عليها اسم "العصور المظلمة". وهي عبارة ابتكرها عالم الفلك البريطاني سير مارتن ريس للمليار سنة الأولى التي تلت الانفجار الكبير والتي ما زال جزء كبير منها مجهولا. ويعتقد علماء الفلك أن الكون حينذاك كان مزيجا من مادة قاتمة وغاز سبقا تشكل النجوم. ويناقش علماء الفلك مدة هذا العصر ويحاولون فهم الحوادث الكونية التي أدت إلى انتهاء العصور المظلمة وبداية تشكل النجوم والكواكب وأنظمتها على ماهي موجودة عليه اليوم. وأصبحت مراقبة هذه المجرة ممكنة بفضل تضخم طبيعي نتيجة تراكم مجموعة من المجرات تحمل اسم "أبيل 2218 " انحرفت عن مسارها وضخمت الضوء الذي تبثه هذه المجرة التي لم يتم اكتشافها من قبل بسبب بعدها. وكان العالم ألبرت إينشتاين تحدث للمرة الأولى عن ظاهرة التضخم في نظريته حول النسبية العامة وتم التحقق منها عام 1919 خلال كسوف للشمس. وقد أطلق عليها اسم "أثر العدسة المرتبط بالجاذبية" لأن الضوء ينحرف تحت تأثير الجاذبية مما يؤدي في الواقع إلى ازدواج الصورة التي يولدها مصدر الضوء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق