الثلاثاء، 24 سبتمبر 2013

مضاعفات التحكم السيئ بالسكري – تلف الأعصاب Neuoropathy


الهدف الذي تريد الوصول إليه لتجنب المضاعفات

قبل أن أبدأ الكلام عن المضاعفات المستقبلية المحتمل حدوثها لمريض السكري الغير مهتم بالتحكم  بمرض السكري ، أحب أن أذكركم بالموضوع الذي تكلمنا عنه سابقا في أحد المقالات ، ألا و هو هدفك المراد الوصول إليه و الحفاظ عليه كمريض للسكري و أكرر هنا مرة اخري أن هدفك هو أن يكون معدل السكر في دمك في كل الأوقات  أقرب ما يكون إلي معدل السكر في دم الشخص  الطبيعي الغير سكري ، مهما قال لك الأطباء أن هذا مستحيل و لا يمكن حدوثه.

كن علي يقين أنه ممكن الحدوث و د. ريتشارد برنشتاين  أحد أعظم الأطباء الذين ساهموا في مجال علاج السكري و مؤلف كتاب علاج السكري  Diabetes Solution ، يعالج كل مرضاه السكريين ليصلوا إلي معدل سكر في الدم 83 قبل و بعد الأكل و عند الأستيقاظ ، و مهما بدا لك هذا صعبا و مستحيلا لكنه يحدث.

د. برنشتاين نفسه كطبيب و كمريض سكري من النوع الأول منذ أن كان يبلغ من العمر 12 عاما ، أكتشف أن أحسن طريقة لتجنب مضاعفات السكري هي أن يحافظ مريض السكري علي معدل سكر طبيعي في الدم ، لدرجة أنه هو و الكثير من الباحثين قالوا أن الكثير من المضاعفات يمكن عكسها بضبط معدلات السكر في الدم لفترات طويلة و مستقرة.

كيف تتجنب مضاعفات السكري

، لكي تتجنب مضاعفات السكري ، فأنت تريد الحفاظ علي معدل سكر في الدم أقل من 100 عند الأستيقاظ و أقل من 140 بعد الأكل بساعة و أقل من 120 بعد الأكل بساعتين
هذا سيضمن لك معدل سكر تراكمي من 5 إلي 5.9 % أما بعد هذا فهو بداية الطريق إلي المضاعفات و لكن بالطبع بالنسبة و التناسب ، أي كلما علا معدل السكر في دمك و تُرِك هكذا عالياً لفترات أطول ، كلما كنت عرضة أكثر للمضاعفات المستقبلية.

ملحوظة : من الصعب جدا تحقيق هذا الهدف إن كنت تأكل الكثير من الكربوهيدرات و تحقن الكثير من الأنسولين سريع المفعول بحسب قانون الأرقام الصغيرة.

تقول جيني رول  Jenny Ruhl in her book Blood sugar 101 what they do not tell you about Diabetes في كتابها (السكري 101 – ما لا يقولونه لك عن السكري) أن الهدف المطلوب الوصول إليه أو معدل السكر في الدم الذي يريد السكريون الوصول إليه و الثبات حوله ، تُدَار حوله القليل بل و النادر من الأبحاث و أن معظم أبحاث مرض السكري تدور حول فوائد إستعمال دواء ما من الأدوية بأغراض التسويق و المال.

و حيث أن معظم هذه الأدوية لا تُخْفِضْ سكر الدم بدرجة كبيرة كما هو مأمول أو مرجو منها ، لذا فإن هذه الأبحاث و الدراسات تتحاشي عادة ربط مستوي السكر في الدم الذي سيُحدثه هذا الدواء بأي نوع من أنواع المضاعفات المستقبلية  للأشخاص السكريين الذين يتناولون هذا الدواء لأنه سيُعَد عاليا إذا قورن بالأرقام الحقيقية المطلوبة لتجنب المضاعفات المستقبلية.


تقول جيني رول أن الدراسات التي تربط سكر الدم و معدلاته بتلف الأعضاء عند مرضي السكري ، نادرا ما تجد طريقها للميديا الطبية و لكي تجد أنت كباحث أو طالب معلومة هذه الأبحاث أو الأرقام يتوجب عليك البحث و الحفر بعمق في النشرات الطبية و الأبحاث الأكاديمية…و لكنها موجودة لمن يبحث و يريد بحق أن يحصل علي المعلومة لا أن يكتفي بمعلومة ثابته متحجرة و متداولة من عشرات السنين كالتي تقول إن السكر تحت ال 180 بعد الأكل بساعتين و أن التراكمي أقل من 7 يُعَدُّ تحكما دقيقاً !!!!

تعالوا معاً نتكلم  عن تلف الأعصاب و ماذا تقول الدراسات عن مستوي سكر الدم الذي عنده يبدأ تلف الأعضاء بالتدريج عند مريض السكري (المهمل) و ليس مريض السكري المتحكم في مرضه.
تلف الأعصاب: Neuropathy
 Neuropathy هي كلمة تعني تلف الأعصاب و تلف الأعصاب هو أحد أكثر المضاعفات المستقبلية لسوء التحكم بالسكري و أكثرها تدميراً.

و قد وَضَّحت الكثير من الدراسات ، كما سنبين بعد قليل ، أن تلف الأعصاب يبدأ في الحدوث عندما يبقي معدل السكر في الدم فوق ال 140 لساعتين او اكثر. نعم 140 لساعتين أو أكثر و ليس 180 أو 200  كما هو شائع …

ملحوظة: لاحظ هنا أن هدفك  أن تصل للستين و السبعين و الثمانين بل و التسعين من العمر سليما بدون مضاعفات ناتجة عن سوء التحكم بالسكري. فكونك مريض سكري فقط ليس معناه أن المضاعفات مضمونة و ليس معناه أنك مهما تحكمت في السكري فالمضاعفات هي قدر و ستأتي ستأتي….كما يقول معظم الأطباء أن تحكمك الجيد بالسكري إنما يؤخر ظهور المضاعفات. و هذا ليس صحيحا.. و كما ذكرنا في المقال السابق أن المضاعفات تأتي لمريض السكر المهمل الذي لا يبالي و لا يتحكم بالسكري و أن مريض السكري الذي يتحكم تحكما جيدا و دقيقا لا يكون عرضة للمضاعفات في المستقبل أو يكون عرضة لأقل درجات المضاعفات بنسبة ضئيلة تتوقف علي درجة تحكمه بالسكري و لكنها لا تؤثر علي جودة حياته .

العصب يبدأ في التلف عند مستويات سكر في الدم متوسطة العلو نسبيا (فوق 140) و الذي يتم تجاهله بواسطة العديد من الأطباء إعتقاداً منهم أن لا شيئ يحدث عند تخطي هذا الرقم أو لإتباعهم و إيمانهم  بصحة أرقام جمعية السكري الأمريكية (تحت 180 بعد الأكل بساعتين و تحت 130 صائم تحت 7% تراكمي).

يحدث الألم الناتج من تلف العصب في كلتا القدمين و نادراً ما يحدث في اليدين أو الذراعين و يشعر المريض بألم في القدمين كحرقان يصفه بعض السكريين كأن هناك شيئاً عالقاً بين أصابع أقدامهم.
الأعصاب المتأثرة بتلف الأعصاب  تنتهي بان تصبح خدرة ، و يقل الإحساس في المناطق المُغذّاة بهذا العصب الخدِرْ مع الوقت.
أيضا هناك أعصاب اخري تتأثر بتلف الأعصاب مثل العصب المسؤول عن  Autonomic system الذي يتحكم في وظائف مثل ضغط الدم و دقات القلب و الأستجابة الجنسية و حركة الطعام في الجهاز الهضمي. فكلما زاد الوقت الذي يتعرض فيه مريض السكر لمعدل سكر عال في الدم كلما زاد الخلل في العديد من الوظائف المعتمدة علي نهايات الأعصاب كالوظائف الجنسية.

تلف الأعصاب Neuropathy يؤدي أيضا إلي تأخر الهضم و هي الحالة التي تؤدي إلي أن يبقي الطعام في معدتك عدة ساعات لأن العصب المسؤول في التحكم في صمام المعدة لا يعمل بكفاءة. و هذه تؤدي إلي الكثير من الخطأ المحتمل في ضبط وقت حقن الأنسولين مع الميعاد المحتمل لهضم الطعام المأكول.

هناك أيضا  Vagus Nerve الذي يتأثر ب   Neuropathy   و هو عصب حيوي يربط المخ ببقية الجسم و هو يلعب دورا أساسيا في تنظيم عمل نظام المناعة في الجسم.

و هذا يفسر نوعاً ما لماذا يعاني مريض السكري ذو التحكم الضعيف بالسكري طيلة الوقت عند محاربة العدوي و الأمراض و هذا نظراً لأن الفاجو نيرف ربما لا يرسل الأشارة المطلوبة للجهاز المناعي لإخباره أن الجسم في حالة هجوم و يحتاج للدفاع.

Vagus Nerve أيضا ينظم ضربات القلب و من المحتمل أن له علاقة بحالات الموت المفاجئ القلبية لمرضي السكري ذوي التحكم السيئ بالمرض.

تلف الأعصاب Neuropathy من المضاعفات المؤلمة و إن ترك بدون عناية و بدون ضبط سريع لمستويات السكر في الدم و العودة للمستويات الآمنة الطبيعية ، فإنه يؤدي في النهاية إلي بتر العضو المتأثر بهذا العصب التالف ، لأنه في الواقع السبب الحقيقي الذي يؤدي إلي موت العصب هو أن الشرايين الدموية الصغيرة التي وظيفتها أن تمَد هذا العصب بالغذاء و الكسجين لا تستطيع القيام بمهمتها عندما يكون معدل السكر في الدم عاليا و يبقي فترة طويلة هكذا.

في هذه الحالة فإن الجلوكوز الزائد عن الحد في الدم يسد هذه الشرايين الدموية الصغيرة و يمنع تدفق الدم بالغذاء و الأكسجين إليها و يالتالي تموت الأعصاب الصغيرة التي من المفترض أن تحصل علي غذائها من الشرايين المسدودة و بالتالي لا تستطيع الخلايا المحاربة للجراثيم الوصول للمنطقة المصابة.
إذا تم غلق أو إنسداد الشريان الدموي الذي يوصل الدم لهذا الطرف نهائيا ، فإن هذا يؤدي إلي غرغرينا و يلزم هنا بتر العضو لا محالة.

ماذا يقول العلم عن مستويات سكر الدم التي عندها يبدأ حدوث تلف الأعصاب:

الكثير من الدراسات في العديد من أماكن البحث بواسطة أطباء الأمراض العصبية أكتشفوا أن تلف الأعصاب يبدأ بوضوح عند الأشخاص الذين يبلغ معدل السكر في دمهم 140 أو أعلي بعد الأكل بساعتين و هي مرحلة تسمي بمرحلة ما قبل السكري.

تقول جيني رول في كتابها (السكري 101 – ما لا يقولونه لك عن السكري) أن الباحثين في جامعة يوتاه قد وجدوا أن المرضي الغير سكريين و لكن سجلوا معدل سكر في الدم 140 أو أعلي بعد الأكل بساعتين كانوا أكثر عرضة ليكون عندهم تلف في الأعصاب بنفس الصورة التي هي عند مريض السكري ذو التحكم الضعيف بالسكري.
بل و أكثر من هذا ، فقد وجد علماء جامعة يوتاه أن الفترة الزمنية التي يتعرض فيها المريض لآلام العصب تتوقف  ليس فقط علي مدي إرتفاع معدل السكر في الدم أعلي من 140 بعد الأكل بساعتين ، بل أيضاً تتوقف علي المدة التي يستمر فيها هذا العلو في معدل السكر في الدم.

فقد وجدوا أنه كلما زاد العلو فوق 140 كلما زاد الألم الناتج عن تلف الأعصاب و كلما زادت الفترة التي يستمر فيها معدل السكر في الدم عالياً فوق ال 140 كلما زاد الألم الناتج عن تلف الأعصاب أيضاً.

و من المثير جدا ، و المغير لحقائق نعرفها نحن كسكريين كأساسيات ، أنهم وجدوا أنه لا علاقة بحدوث تلف الأعصاب بمعدل سكر صائم و أو تحليل السكر التراكمي ، مما يعني أن العامل الأكبر هو قياس ما بعد الأكل ….

دراستان أخريتان من مستشفي جونز هوبكنز و الأخري من مايو كلينيك في سكوتدال أريزونا وجدتا أن تلف الأعصاب يحدث للأشخاص في مرحلة ما قبل السكري إذا تعدت قياساتهم ال 140 بعد الأكل و أن المرضي السكريين الذي يكون معدل السكر في دمهم 200 فما فوق فإن التلف في الأعصاب يحدث في الأعصاب الأكبر نسبيا فضلا عن الأعصاب الصغيرة…

الآن ما رأيك….أيحتاج الموضوع إلي أن  تبحث قليلا لتعرف أهدافك و تعرف كيف تتجنب تلف الأعصاب (لا قدر الله) أم أنك تكتفي أن يقول لك الطبيب: تراكمي 7.5 ممتاز و بعد الأكل 180 أو 200 ممتاز.
أحب أن أبشرك يا صديقي مريض السكري أنه حتي و إن بدأت مضاعفات السكري  كتلف الأعصاب الحدوث في حالتك فإنه من الممكن عكسها تماماً بأن تضبط معدلات السكر في دمك ضبطا دقيقا و منتظما حسب الأرقام المذكورة أعلاه.

ملحوظة هامة:
بالطبع أنا في هذه المقالة أتكلم عن معدلات سكر في الدم (أهداف) عند السكريين في سن البلوغ و ما فوق حيث أن الأهداف تعلو قليلا للأطفال السكريين تحت سن البلوغ ، نظراً لحساسيتهم الشديدة للأنسولين و تأثرسكر دمهم الشديد بالكربوهيدرات و تذبذب كميات و أوقات أكلهم ..و هنا يُعَدُّ 180 بعد الأكل بساعتين هدفا مُرضيا إلي حد ما لهؤلاء الأطفال و لكن بالطبع إن أستطعت أن تقلل هذا الرقم لأبنك أو أبنتك فأفعل… و أمانة العلم هنا تحتم عليَّ أن أقول أن د. برنشتاين يقول أن الأطفال أيضا لهم الحق و كل الحق في أن يعيشوا بمعدل سكر طبيعي لتجنب المضاعفات المستقبلية حيث انهم عرضة لتلك المضاعفات بصورة أكبر إذا لم يتم المحافظة لهم علي معدلات سكر دم طبيعية في كل الأوقات علي قدر الإمكان.
يقول د. برنشتاين أن هذا لن يكون إلا بالحد و التقليل الشديد للكربوهيدرات بصفة عامة و النشويات بصفة خاصة.


تذكر إنها قدميك و أعصابك و كليتيك و عينيك أنت …و لكي تحافظ عليهم فقط أضبط سكرك ضبطاً حقيقياً

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق