الأحد، 28 أبريل 2013


«رادار» مصري يلتقط ذبذبات فيروس الكبد

«غير تقليدية»، هي الصفة التي ترددت على ألسن من شاركوا في مؤتمر «الأسبوع المصري الحادي عشر للجهاز الهضمي والكبد»، عند حديثهم عن الطريقة التي استُهلّ بها المؤتمر. وتضمّن الاستهلال نقلاً مباشراً بالصوت والصورة عبر تقنية مؤتمرات الفيديو، لـ٣١ عملية جراحية أجريت في «مستشفى عين شمس التخصصي».
وشملت الجراحات استئصال أورام، وإزالة حصى من الكلى، وإنشاء دعامات داخل قناة المرارة. وحضرت هذا المؤتمر القاهري نخبة من أعضاء «المنظمة العالمية لجراحة المناظير».

90 مصرياً يجرّبون دواءً مبتكراً
استعرض هذا المؤتمر التطوّرات في علاج أمراض الجهاز الهضمي، وفق الدكتور يحيى الشاذلي، رئيس المجلس العلمي للجهاز الهضمي في كلية الطب جامعة عين شمس، إذ نوقشت علاجات مبتكرة لمرض «القولون التقرحي» Ulcerative Colitis تعتمد على مركّبات بيولوجية، بدلاً من العلاجات التقليدية المستخدمة حالياً.
وأضاف الشاذلي أن المؤتمر استعرض معلومات عن دواء اكتُشِف حديثاً لعلاج فيروس الكبد من النوع «سي» Hepatitis C Virus، يعطي شفاءً بنسبة تصل إلى 100%. وبيّن الشاذلي أن إحدى شركات الأدوية العالمية تعمل على إنتاجه حالياً بكلفة تلامس الـ١١ بليون جنيه، مع توقّع وصوله إلى أسواق أميركا بحلول العام ٢٠١٥.
وأشار الشاذلي إلى دعم الاتحاد الأوروبي تجربة الدواء على ٩٠ مصرياً، مع ملاحظة أن كلفة كل دورة علاج تصل إلى ١٠٠ ألف دولار.
وقدّم الدكتور جمال شيحة، رئيس وحدة الكبد في جامعة المنصورة، بحثاً عن تشخيص المُصابين بفيروس الكبد «سي»، خصوصاً استعمال فحص اللعاب بديلاً لفحوص الدم، التي تنفّر المرضى كثيراً. ولاحظ أن الفيروس «سي» غير مُشخّص لدى 90% من المُصابين به، الذين يصل عددهم إلى 180 مليوناً.
وألقى شيحة الضوء على ابتكار مصري لـ «الهيئة الهندسية للقوات المسلحة»، وصفه باختراع العصر، وهو جهاز يشبه الرادار يُشخّص فيروس «سي» بالتقاط الموجات الكهرومغناطيسية الصادرة من الفيروس، ما يمكّن من تشخيصه خلال دقيقة، ومن دون الحاجة لأخذ عينة دم، وبكلفة منخفضة أيضاً.
وبيّن شيحة أن النتائج العلمية لعمل هذا الجهاز عرضت للمرّة الأولى في أيلول (سبتمبر) ٢٠١٠ في مؤتمر «الاتحاد الآسيوي للكبد» في اليابان، مُبيّناً أن باكستان والهند أجرتا تجارب على الجهاز للتأكد من فعاليته في تشخيص أنواع مختلفة من الأنواع الجينية لفيروس الكبد «سي».
وأوضح شيحة أن فعاليّة هذا «الرادار» المصري ثبتت عبر تجارب «المعهد القومي للكبد» في الهند، و «جامعة آغاخان» في باكستان. وكُشف منذ زمن قريب إجراء تجارب مماثلة في دول أوروبا وأميركا اللاتينية، بالتوازي مع الانتهاء من تسجيله علمياً ونشر نتائج البحوث عنه خلال عامين من الآن، في مجلات علمية دولية.
وأضاف شيحة: «لم أكن مقتنعاً بهذا الجهاز قبلاً، لكني أصبحت أكثر الناس اقتناعاً به، بعد هذه التجارب كلها». وأشار أيضاً إلى تجارب أجراها «معهد الكبد في المنصورة» أثبتت فعالية «الرادار» في إجراء مسحٍ تشخيصي على أعداد كبيرة من الناس خلال زمن أقل كثيراً من أساليب التشخيص الأخرى، وبكلفة أشد انخفاضاً
.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق