السبت، 20 أبريل 2013

قصور الغدة الدرقية: الأعراض والعلاج

قصور الغدة الدرقية: الأعراض والعلاج

 الغدة الدرقية أحد أهم الغدد الصماء الموجودة في جسم الإنسان وتقع في مقدمة العنق. تفرز الغدة الدرقية هرموناتها مباشرة إلى الدم بدون قنوات، وهما عبارة عن هرمونين: الأول يدعى ثالث يود الثيرونين (Triiodothyronine- T3)، والثاني يسمى هرمون الثايروكسين (Thyroxine-T4)، كلاهما يفرز استجابة لهرمون تفرزه الغدة النخامية ويسمى الهرمون المحفز للغدة الدرقية (TSH).
هرمون الثايروكسين يفرز من الغدة الدرقية بالكامل، بينما ثالث يود الثيرونين يفرز بنسبة أقل من 20 % من الغدة الدرقية، أغلبية ثالث يود الثيرونين ينتج من الثايروكسين؛ حيث إنه أكثر نشاطاً بما يعادل خمس مرات من الثايروكسين.
وظائف الغدة الدرقية
تعد الغدة الدرقية مسؤولة عن كثير من عمليات الأيض منها (عمليات أيض الكروهيدرات والدهون والبروتينات) وعن نمو جسم الإنسان ووظائفه، وتقوم بتوفير الطاقة والحرارة لخلايا الجسم، ولها أهمية في نمو الأجنة أثناء الحمل؛ حيث يؤدي نقصها الى تشوه الأجنة والقزمة، لذلك قصور عملها يؤدي الى تدني أو عدم إفراز هرمونيها وفي المقابل ارتفاع نسبة الهرمون المحفز للغدة الدرقية، ويعد قصور الغدة الدرقية من أكثر أنواع الاضطرابات الدرقية شيوعاً ويصيب النساء خمس إلى عشر مرات أكثر من الرجال ويزيد معدل حدوثه مع تقدم السن.
الأعراض الناتجة عن قصور الغدة الدرقية
قصور عمل الغدة الدرقية ونقص هرموناتها بالجسم يؤدي إلى العديد من الأعراض والمشاكل التي تؤثر على حياة الإنسان الطبيعية؛ ومنها: التعب والشعور بالإعياء والخمول، جفاف الشعر والبشرة، زيادة الوزن رغم ضعف الشهية، الإمساك، ألم في العضلات، شعور بالكآبة، زيادة نبضات القلب، بحة في الصوت، عدم انتظام الدورة الشهرية، تورم في العنق، ألم في المفاصل، وخز في أصابع اليدين والقدمين، عدم تحمل البرد.
أسباب قصور عمل الغدة الدرقية
في معظم الحالات، يكون السبب هو مهاجمة جهاز المناعة في الجسم للغدة الدرقية وتدميرها، من الأسباب الأخرى المؤدية إلى قصور الغدة الدرقية:
- الالتهاب الغدي المناعي الهاشميتو (Hashimotos disease).
- الجويتروجين (Goitrogen) أو الدراق أو تضخم الغدة الدرقية.
- نقص اليود في الجسم.
- جراحة أو استئصال جزء من الغدة الدرقية.
- قصور النشاط الدرقي الخلقي.
- ورم في الغدة النخامية.
العلاج
ويكمن العلاج الرئيسي في تعويض الجسم بهرمونات الغدة الدرقية لإعادة مستوى هرمونات الغدة الدرقية إلى مستواها الطبيعي، وبالتالي تخفيف الأعراض الناتجة عن نقصها، وتجنب التأثيرات الجانبية العصبية في الأطفال.
ومن أهم الأدوية المتوافرة لتعويض الجسم بهرمونات الغدة الدرقية:
1) الليفوثيروكسين (Levothyroxine, L- thyroxine T4)، ويتكون من هرمون الثايروكسين (T4)، ويعد من أفضل الأدوية المتاحة وأكثرها استخداماً، ومن أهم ما يميزه أنه مستقر كيميائياً، ورخيص الثمن، وآمن نسبياً للحوامل، سنتحدث لاحقاً عن الطريقة الصحيحة لاستخدامه.
2) الثايروييد (Thyroid)، وهو مستخرج من الغدد الدرقية الحيوانية، ومن أهم الآثار الناتجة عنه إمكانية حدوث تحسس منه.
3) الثايروغلوبين (Thyroglobuine) وبنسبة الثيروكسين: ثالث يود الثيرونين (T3:T4) تعادل 1:2.5، مستخرج من الغدد الدرقية الحيوانية، ومن أهم الآثار الناتجة عنه إمكانية حدوث تحسس منه.
4) الليوثايروكسين (Liothyroxine) مكون من (T3) ثالث يود الثيرونين ويتميز بأنه غالي الثمن نسبياً، وله آثار جانبية على القلب، وتصعب مراقبة نتائجة المخبرية.
5) الليوتركس (Liotrix) ونسبة الـT4:T3 تعادل 4:1 وهو مستقر كيميائياً وغالي الثمن نسبياً.
الجرعات المستخدمة من دواء الليفوثيروكسين (levothyroxine)
تختلف الجرعات المستخدمة باختلاف عمر المريض وما اذا كان يعاني من أمراض في القلب، كالآتي:
1) لصغار السن والشباب، وكبار السن الذين تزيد أعمارهم على 45 عاما ولا يعانون من أمراض القلب، تكون الجرعة الأولية 50 ميكروغراما في اليوم وبعد شهر ترفع الجرعة الى 100 ميكروغرام وحسب النتائج المخبرية لهرمونات الغدة الدرقية.
2) أما لكبار السن الذين يعانون من أمراض القلب فستكون الجرعة الأولية 25 ميكروغراما وترفع بمقدار 25 ميكروغراما كل شهر حسب النتائج المخبرية لهرمونات الغدة الدرقية، لتجنب التأثيرات السلبية على جهاز القلب لدى هؤلاء المرضى.
إرشادات ونصائح حول استخدام دواء الليفوثيروكسين
1. يؤخذ الليفوثايروكسين مع كوب كامل من الماء قبل نصف ساعة الى ساعة من الإفطار على معدة فارغة.
2. يجب إخبار الطبيب أو الصيدلاني في حالة استبدال نوع تجاري بآخر، وذلك لأن هناك بعض الاختلافات من حيث النسب الدوائية بينها.
3. مراقبة هرمون الغدة الدرقية بشكل مستمر حتى في حالة عدم وجود الأعراض وعدم الانقطاع عن الدواء الا باستشارة الطبيب.
4. في حالة عدم القدرة على البلع يمكن للمريض طحن حبوب الدواء وإذابتها في 5-10 مل من الماء.
5. أخذ الجرعة المنسية حال تذكرها، ثم ترتيب الجرعة التالية على حسب الوقت المحدد؛ مثلاً إذا كنت تستخدم الجرعة كل يوم مرة واحدة ونسيت الجرعة ثم تذكرتها وأخذتها خذ الجرعة التالية بعد هذه بيوم كامل.
6. غالباً ما يستخدم مرة واحدة يومياً، ربما يستغرق أسبوعين تقريباً حتى يظهر مفعوله، لذا يجب استخدامه بانتظام في الوقت نفسه يومياً مدى الحياة.
7. احرص على أن تكون لديك كمية دائماً خاصة قبل الإجازات والسفر.
8. هذا الدواء يفرز مع حليب الأم، لذلك يجب إخبار الطبيب إن كانت المريضة ترضع أو كانت حاملاً أو تتوقع الحمل.
9. مراعاة المباعدة بين الليفوثايروكسين والأدوية التي تتداخل معه بمقدار ساعتين الى أربع ساعات.
ومن هذه التداخلات الدوائية: الأدوية التي تؤثر على امتصاصه مثل: الحديد ومضادات الحموضة وأدوية منع امتصاص الدهون والأغذية الغنية بالألياف، الأدوية التي تزيد من معدل خروج الليفوثايروكسين من الجسم مثل: (ريفامبين(Refampin)، كارباميزابين (carbamazapine)، فينوتوين (phenytoine)، الأدوية التي تمنع تحول الثايروكسين الى ثالث يود الثيرونين مثل: الأميدارون (Amidarone).
الأعراض الجانبية التي يسببها الليفوثيروكسين
من هذه الأعراض؛ الارتعاش والإسهال وآلام في الصدر والأرق وتقلصات المعدة، وأيضاً زيادة الجرعات الهرمونية تؤدي الى أعراض فرط نشاط الغدة الدرقية وتشمل زيادة نبضات القلب والتهيج العصبي ونقصان الوزن رغم الشهية الجيدة وارتفاع في درجة الحرارة وزيادة الحساسية للحرارة وقلة كثافة العظام واحتمالية كسرها، وقلة الجرعات الهرمونية تؤدي إلى أعرض قصور الغدة الدرقية التي تم ذكرها مسبقاً.
مراقبة عمل الغدة الدرقية والتأكد من كفاءة العلاج
المرضى الذين يعانون من قصور بالغدة الدرقية، عليهم مراقبة تركيز الهرمون المحفز للغدة الدرقية (TSH)، بالإضافة إلى (T4) الثايروكسين كل 6 أسابيع إلى أن يصبح معدل الهرمون طبيعيا في جسم المريض.
غيبوبة الوذمة المخاطية (myedema coma)
هي حالة نادرة من قصور الغدة الدرقية ناجمة عن ترك قصور الدرقية بدون علاج، مما يؤدي إلى حالة من القصور المتعدد للأجهزة وتعد من الحالات الطارئة التي يتم علاجها عن طريق: 300-400 ميكروغرام من الليفوثيروكسين وريدياً، ومن الممكن إعطاء الليفوثايروكسين مع الليوثايرونين، بالإضافة إلى 100 ملليغرام كل 8 ساعات من الكورتيزون (hydrocortisone) وريدياً ويعطى لضمان عدم توقف عمل الغدة الادرنالية (الكظرية)، مع الحفاظ على درجة الحرارة ومعدل السكر في الدم، الى أن تقل نسبة TSH وتعود العلامات الحيوية طبيعية لمدة 24 ساعة تصبح جرعة الليفوثايروكسين من 75-100 ميكروغرام وريدياً الى أن يصبح وضع المريض مستقرا يحول الى جرعات تؤخذ عن طريق الفم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق