الملح والتدخين.. شركاء في أمراض القلب
الجديدة ـ القاهرة: يعاني نسبة كبيرة من الناس في المجتمعات العربية وحتى الأوروبية من أمراض القلب التي تهدد حياتهم وقد تكون سببًا في نتائج خطيرة، ولذلك ينصح الأطباء دائمًا بالوقاية ضد أمراض القلب، والعناية بالتمارين الرياضية، والوجبات الغذائية، والابتعاد عن التدخين، وتقليل الملح الذي يتسبب في ارتفاع الضغط. وسوف نناقش الآثار السيئة الناتجة عن الإفراط في الملح وأضرار التدخين من خلال آراء الأطباء المتخصصين في ذلك.
ويؤكد أطباء القلب أن المرضى بارتفاع ضغط الدم وأمراض شرايين القلب والكبد يحتاجون إلى تقليل كمية الملح والصوديوم في الطعام، كما أن الذين يتمتعون بصحة جيدة أيضًا عليهم التقليل من نسب الملح في الطعام؛ حتى يبقوا على صحتهم في حالة جيدة؛ لأن الملح يعد عنصرًا أساسيًّا في الطعام ولا غنى عنه، علينا فقط الإكثار من بدائله حتى نستطيع تفادي الشر الذي يكمن وراء هذا القاتل ذي اللون الأبيض.
بدائل الملح
بدائل الملح كثيرة ومتنوعة، فمثلًا يمكنك استعمال الخل في السلطة بدلًا من الملح. والليمون أيضًا يوفر نكهة جميلة ولا يحمل أضرار الملح؛ لذا يمكن استخدامه في كثير من الأطعمة وخاصة اللحوم. والبصل والثوم يمكن إضافتها مع الأطباق لما لهما من نكهة لاذعة تشبه نكهة الملح، وهما مفيدان جدًّا للقلب والشرايين وتقليل الكوليسترول.
وتوجد بعض الأعشاب التي تستخدم في الطهي ذات نكهة حامضة قليلًا يمكن الاستعاضة بها عن الملح، فنسب الملح المسموح بتناولها كما تشير منظمة الصحة العالمية في دراستها إلى أن نسبة الأملاح التي يتناولها الفرد يوميًّا يجب ألا تزيد على 2400 مل جرام يوميًّا. ومعظم الأشخاص لا ينتبهون إلى الكميات التي يتناولها من الصوديوم فتصل يوميًّا إلى 7000-8000 ملي جرام. ولذلك الأطباء ينصحون الأشخاص الذين يحتوي تاريخ عائلتهم مرضى بالقلب أو ضغط الدم المرتفع ألا يتناولوا أكثر من 1500 ملي جرام يوميًّا.
لا تزال نسبة الإصابة بأمراض القلب أعلى بين الرجال عنها بين النساء على الرغم من أن نسبة التدخين في تراجع ملحوظ عند الرجال، وفي ازدياد غير مبرر عند النساء، حيث أن نسبة السـيدات المدخنات واحدة لكل ثلاث، فقد لجأت النساء إلى التدخين لتحقيق المساواة بينهن وبين الرجال، وتجد نسبة إصابة المرأة بأمراض القلب كانت ضعيفة منذ سنوات ليست بعيدة ولكن الآن أصبحت مرتفعة ولا تزال ترتفع ولم تتوقف؛ لذا يجب أن تكون المرأة حريصة على صحتها وأسرتها، وتتبع النصائح الذهبية للطبيب.
الإقلاع عن التدخين
السيجارة مخاطرها كثيرة وتعد السبب الأول وراء ارتفاع عدد الوفيات في العالم، كما أن إدماننا عليها يجعل منا هدفًا إستراتيجيًّا لشركات التبغ العالمية التي ضاق عالمها في الخارج واتسع في الدول العربية والنامية؛ لعدم الوعي الكافي بمخاطر التدخين، حيث توصلت الإحصاءات إلى أن نسبة قتلى السيجارة في العالم العربي ارتفعت من 500 ألف عام 1955 إلى 2 مليون عام 1995، وللراغبين في الإقلاع عن التدخين هناك عدة وسائل قد تساعد في ذلك من بينها: لمن يدخنون بنسبة قليلة يمكنهم تخفيض عدد السجائر اليومية كل يوم واحدة حتى التخلص منها كليًّا. وينصح بعض الأطباء بعمل تدليك للجزء الخلفي والأسفل من الأذن بطريقة لينة وهذا يخفف من الرغبة في التدخين. ويوجد نوع من الأقراص يسمى أقراص النيكوتين وهي إحدى المساعدات الطبية وتعد بديلًا للنيكوتين الموجود في التبغ وتوضع تحت اللسان حتى تذوب على أن تقلل الكمية المستعملة منها كل يوم، هناك نوع من اللبان مخصوص يمكن للشخص تناوله في موعده اليومي مع السيجارة وأكثر من مرة، ويتوفر “إسبراي” للأنف يستخدم عند الشعور بالحاجة إلى التدخين ويستعمل لمدة تتراوح ما بين شهرين وثلاثة حتى يتم سحب النيكوتين من الجسم. وكذلك لاصقة نيكوتين توضع في منطقة معينة من الظهر أعلى الكتف.. إن كل هذه الطرق لن تنفع دون إرادة قوية تريد أن تتغلب على هذه العادة الضارة بالصحة، كما أن عليك الرجوع إلى الطبيب ليحدد لك أي الطرق تناسبك، فبعض الأشخاص قد يكون لديهم تحسس من منتج معين أو أحد المكونات؛ مما قد يسبب له أضرارًا صحية.
الإصابات تختلف
د. مجدي يعقوب، أستاذ جراحة القلب بالمعهد القومي للقلب والرئة بجامعة “إمبريال” البريطانية، ومؤسس مركز القلب بأسوان قال: إن المركز يسعى إلى إنتاج أبحاث علمية تحدد أسباب الإصابة بأمراض القلب ومن ثم تفصيل علاجات مناسبة لها، مشيرًا إلى أن الأبحاث العلمية الجديدة تثبت أن الاستعداد للإصابة بأمراض القلب تختلف من منطقة إلى أخرى.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده «يعقوب» على هامش المؤتمر الدولي الثالث لمركز أسوان للقلب، والذي استضافته جامعة برلين التقنية بالجونة وشارك فيه الخبير الأمريكي “روبورت بونو”، والدكتور محمد صبحي، الرئيس السابق لجمعية القلب المصرية.
وأوضح يعقوب، أن انخفاض سن الإصابة بأمراض القلب بين المصريين يرجع إلى عدم الاهتمام بممارسة الرياضة، وانتشار التدخين، والإكثار من تناول الوجبات الدسمة والتي تحتوي على نسبة عالية من الدهون، بالإضافة إلى عدم الإكثار من تناول الخضراوات والفاكهة رغم توفرها وتنوعها في مصر بأسعار يحسدنا عليها باقي الشعوب.
أثر الوراثة
وفي رأي د. خالد سعيد طبارة، أستاذ أمراض القلب والأوعية الدموية وقسطرة القلب: إن الوراثة تلعب دورًا كبيرًا في الأمراض التي تصيب شرايين القلب والامتناع عن التدخين لأضراره الكثيرة والمرعبة يخفف من خطر إصابة الشخص بالقلب أو السرطان، كما أن من يعاني من السكري الكوليسترول أو ضغط الدم المرتفع عليه أن يعالج دوائيًّا لما لهذه الأمراض من تأثير مباشر على صحة القلب.
وأشار إلى أن الزيادة في الوزن تسبب وتؤدي إلى الأمراض السابقة نفسها، والتي بدورها تؤثر على صحة القلب أي مستوى المعيشة المرتفع نسبيًّا الآن، أو الشبع الزائدة الناتج عن قلة الحركة بسبب استعمال السيارة حتى في المسافات القصيرة مع زيادة الكمية التي تناولها من الأطعمة، والتوتر والشد العصبي الناتج من مشكلات العمل، والمشكلات العصبية الناتجة عن مشكلات العمل والسرية كلها تتجمع لتؤدي في النهاية إلى الإصابة بأمراض القلب، أي أن القلب يرتبط ارتباطًا وثـيقًا بباقي أعضاء الجسد يؤثر ويتأثر بها، لذا فالعلاج يحميه ويقلل من مخاطرها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق