الكوليستيرول الضار ..خطر يهدد القلب والأوعية الدموية
الجديدة ـ بيروت ـ محاسن عرفه: كثيراً ما نسمع كلمة “كوليستيرول”، وينتابنا نوع من القلق من دون أن نعي معنى هذه الكلمة، البعض يربطها بالسمنة، وآخرون باعتلال في الصحة، لكن التعريف الدقيق والطبي لكلمة كوليستيرول يعني: ارتفاع الدهون السيئة في الدم. مما يؤدي إلى ضيق في الشرايين وبالتالي حدوث أمراض في الأوعية الدموية والقلب، إن لم يراع الشخص المصاب نسبة الكوليستيرول، ويعمل على خفضها إلى النسبة المناسبة.
ويعتبر الكوليستيرول بمثابة قاتل خفي، يتسلل الى أجسادنا من دون أن نحس به، إذ ليس هناك علاقة بين الوزن و”الكوليستيرول”، الذي يصيب في كثير من الأحيان أصحاب الوزن المعتدل. وفي أحيان كثيرة يعود الكوليستيرول الى أجسامنا بعد ممارسة وقت من الحمية، والحرص على نوعية جيدة من الطعام، حيث تلعب الوراثة دورا مهما، لكن ليس هذا السبب فقط هو ما يؤدي لارتفاع نسب الدهون في الدم، حيث يكشف الأطباء أن نسبة الكوليستيرول قابله للارتفاع عند الاشخاص الذين يشكون من وجوده في أجسادهم، أي أن انخفاض نسبته في وقت ما لا يعني أنه زال تماما، وتم القضاء عليه، بل أنه مرشح للظهور مجدداً في حال سهونا عنه خاصة في وجود نوعيات مشبعة بالدهون من الطعام، إلى جانب عدم شرب كمية كافية من المياه.
“الجديدة” توجهت إلى الدكتور محمد عبدالله، أخصائي في أمراض القلب والأوعية الدموية ليوضح خطر الكوليستيرول على الصحة العامة، قائلا :
ارتفاع الكوليسترول فوق الحد المتعارف عليه طبياً يشكل خطراً على الصحة في شكل عام وعلى الجهاز القلبي الوعائي في شكل خاص؛فمع مرور الوقت يترسب الكوليسترول على بطانة الشرايين فيسبب تضيقها الأمر الذي يمنع تدفق الدم في شكل طبيعي إلى مختلف أعضاء الجسم. وعندما يرتفع مستوى الكوليسترول في الدم لا بد من العمل ببعض النصائح الغذائية المهمة من أجل خفض مستواه إلى الحد الصحي المطلوب.
وعند سؤاله عن هذه التدابير الوقائية للحفاظ على الصحة العامة، وتجنب ارتفاع الكوليستيرول قال:
في ما يتعلق بالدهون، يجب التقيد بنسبة استهلاك الشحوم التي حدد سقفها الهرم الغذائي، وهذه النسبة هي 30 في المئة من إجمالي السعرات الحرارية في اليوم.
ومن المهم جداً الابتعاد عن الوجبات السريعة، وعن استهلاك الدهون المشبعة التي تعتبر المحفز الأول لصنع الكوليسترول السيئ في الجسم مثل القشطة، والزبدة الحيوانية، والدهون الحيوانية، كما يجب الحد قدر المستطاع من تناول الأطعمة الغنية بالكوليسترول مثل البيض، والنخاعات، والكلاوي، والمخ، والسجق، وزيت النخيل. عدا هذا وذاك من الضروري الإكثار من تناول الأسماك الغنية بالدهون أوميغا – 3 التي تحد من نسبة الكوليسترول السيئ المتهم الأول في تصلب الشرايين والأزمات القلبية والدماغية الوعائية. أيضاً يجب اختيار أساليب الطهو السليمة مثل السلق والشوي، والابتعاد عن الوجبات الجاهزة التي تزخر بالدهون المشبعة والكوليسترول.
وما هي الزيوت المسموح استخدامها؟
ينصح بتناول ملعقتين من زيت الزيتون يومياً للحفاظ على صحة القلب والشرايين، ويفضل اختيار زيت الزيتون البكر لأنه غني بمضادات الأكسدة التي تحول دون تأكـسـد الـكـوليـسـترول الـسيئ الضار بالأوعية الدموية.
هل هناك أنواع خضار معينة تنصح بها مرضى الكوليستيرول؟
يجب وضع الباذنجان واللوبياء والبروكولي والجزر، ومن الفاكهة التفاح والإجاص و الخوخ والفراولة،على قائمة الوجبات اليومية لأنها تعج بالألياف الطبيعية الذوابة في الماء والتي تعمل على التقليل من امتصاص الكوليسترول من الأمعاء الأمر الذي يفيد في خفض مستواه في مجرى الدم.
هل هناك أغذية أخرى تنصح بها؟
أنصح بتناول حفنة يومية من المكسرات حوالى 40 غراماً خصوصاً الصنوبر والبندق واللوز والجوز، لأنها غنية بالأحماض الدهنية غير المشبعة التي تخفض مستوى الكوليسترول في الدم وبالتالي تساهم في الحفاظ على صحة الأوعية الدموية، شرط أن لا يضاف إليها السكر أو الملح. كما ينبغي التركيز على نخالة الشوفان؛ والأرز الأسمر فهما من أفضل الأطعمة الخافضة للكوليسترول.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق