المشيمة.. وعاء حماية الجنين
الجديدة ـ القاهرة: المشيمة هي ذلك العضو الذي يصل الأم بجنينها أثناء الحمل، وهي عضو يتكون أثناء الحمل فقط في الجزء العلوي من الرحم، لها شكل الطبق، وهذا الشكل الخاص بالمشيمة يجعل لها جهتين، الجهة الأولى يدخل عن طريقها الأوعية الدموية من الأم، الجهة الثانية يخرج منها الحبل السري إلى الجنين، فما هي وظائف المشيمة؟ وما هي المشكلات التي قد تحدث بسببها؟
المشيمة عضو دائري مسطح الشكل يتصل بالجنين عن طريق الحبل السري أو حبل الخلاص في الرحم، ويتم خروج المشيمة من جسم الأمِّ في المرحلة الثالثة من الولادة. وللمشيمة أربع وظائف رئيسة هي: تغذية الجنين، التنفس إذ أن المشيمة تقوم بوظيفة الرئتين فيحصل الجنين بواسطتها على الأوكسجين و يطرح ثاني أكسيد الكربون، تثبيت الحمل وذلك بفرزها هرمون البروجسترون الذي يساعد على استمرار الحمل بداية من الشهر الرابع، والإخراج حيث تخرج المواد السامة الناتجة عن الأيض عن طريق المشيمة.
والمشيمة تبدأ في النمو منذ لحظة الحمل، إذ تنقسم البويضة الملقحة إلى مجموعات عدة من الخلايا تتحول إحداها إلى مشيمة تنغرس في الجزء الأعلى من الرحم استعدادًا للمهمة التي تنتظرها، تصبح المشيمة كاملة النمو في الأسبوع الـ 14 من الحمل، وتنمو بسرعة مذهلة، لتصل إلى ذورة نشاطها في الأسبوع الـ 34، وخلال الأسابيع الستة الأخيرة من الحمل، تضعف وظيفتها وتبدأ تدريجيًا بفقدان قوتها ومزاياها الخاصة، تقل سماكة جدار المشيمة، خلال الفصل الثالث من الحمل، ما يسمح بدخول مزيد من الجزيئات من العالم الخارجي إلى السائل الأميني المحيط بجنينك، لهذا السبب يُقال: إن الطفل أو بالأحرى الجنين يستطيع في هذه المرحلة تذوق الطعام الذي تتناولينه، ويعتقد بعض العلماء أنه قادر على شم الروائح أيضًا.تبلغ سماكة المشيمة عادةً نحو ثلاثة سنتيمترات وقطرها نحو 25 سنتيمترًا، مع العلم أن وزنها يراوح بين 500 و800 جرام، وهي دائرية الشكل ومسطحة وتخرج من جسمك بعد الولادة مباشرة.
في الأسبوعين الأخيرين من الحمل، تنتج المشيمة هرمونًا خاصًا يساعد على إدرار الحليب. وتستمر في تأدية وظيفتها حتى الأسبوع الـ 40 و 42 من الحمل، بعد ذلك تصبح عرضةً للإصابة بعجز وظيفي، إذ يتوقف نموها وتتكلس ومن ثم يقل عملها في تنقية الدم من المواد الضارة وتوزيع الغذاء المناسب، ما يعرض حياة الجنين وأحيانًا الحامل إلى الخطر.
مشكلات المشيمة
وتوضح د. سامية موسى، استشاري النساء والتوليد بكلية الطب جامعة القاهرة، أن من المعروف أن تشخيص المشيمة المتقدمة “النازلة” لا يصح قبل الشهر السابع؛ لأن غالبية المشيمات التي تظهر في الآلتراساوند على أنها متقدمة “أي قريبة أو تغطي عنق الرحم” في هذه المرحلة عندما يعاد التصوير بعد فترة، أي في الأشهر التالية: “الرابع أو الخامس أو السادس” يظهر وضعها طبيعي، وإن ظلَّ فعلًا وضع المشيمة متقدمًا حتى الشهر السابع فلا يزال هنالك وقت حتى الشهر التاسع لكي ترتفع، وهي ترتفع عندما يكبر حجم الرحم فيسحبها معه إلى الأعلى بعيدًا عن عنق الرحم، فلا داعي للقلق والتوتر في هذه المرحلة، وتنصح د. موسى بأخذ الاحتياطات وهي الابتعاد عن الجماع في هذه الفترة حتى يتأكد وضع المشيمة.
وتشير د. موسى أن أحد أهم أسباب حصول المشيمة الملتصقة هو نزول المشيمة أسفل الرحم، حيث أن المشيمة الملتصقة تحدث في 10% تقريبًا من حالات وجود المشيمة في الأسفل، وإذا كان هنالك عمليات قيصرية سابقة فهذا يزيد من فرص وجود المشيمة الملتصقة أيضًا, وكلما ازداد عدد العمليات القيصرية كلما كان خطر وجود مشيمة ملتصقة أكبر.
وهنالك أسباب أخرى مثل وجود جرح سابق في الرحم أو تكرار عمليات للتنظيف بعد الإجهاض.
وأما بالنسبة لاكتشاف الأمر عن طريق الألتراساوند فمع الأسف فإنه لا يعطي الصورة بدقة في جميع الحالات وإن كان في بعض الحالات يتم اكتشاف الوضع عن طريق الألتراساوند المهبلي.
انفصال المشيمة
يوضح د.رءوف رشدي عضو الجمعية المصرية للخصوبة والعقم، أن أسباب انفصال المشيمة كثيرة ومنها التدخين وتكرار الحمل لأكثر من 4 إلى 5 أطفال مع تعرض الأم للإصابة فى البطن، بعد حمل التوأم كما أن الحمل بعد سن 35 سنة وارتفاع ضغط الدم يؤدي لانفصال المشيمة، ولا يمكن أن نغفل أن تمزق الأغشية المحيطة بالجنين قبل الولادة، والإصابة بالسكرى، وسوء التغذية، مع تعاطى المخدرات كلها أسباب مؤدية لانفصال المشيمة، وهناك عدة أعراض لانفصال المشيمة تتمثل فى وجود انقباضات رحمية مؤلمة مع نزيف خفيف أو كثيف ويتم التشخيص السريرى عن طريق الموجات الصوتية ذات الأبعاد الثلاثية للبحث عن جلطة دمّ التى تكمن وراء المشيمة مع عمل بعض الفحوصات مثل صورة الدمّ و CRP بروتين وتتحدد أساليب العلاج طبقا لعوامل منها مساحة المشيمة المنفصلة والمدة الباقية لانتهاء شهور الحمل ووجود مشاكل صحية أخرى مثل ضغط الدمّ العالى والسكر وكمّية الدمّ المفقودة وتقييم صحة الجنين
“إنجاب” المشيمة
تنتهي وظيفة المشيمة لحظة ولادة الطفل، فيستعد جسمك للفظها إلى الخارج بشكل طبيعي. وهذه العملية يصفها الأطباء بالمرحلة الثالثة من المخاض. وهناك طريقتان “لإنجاب” المشيمة:
- “الإنجاب الصناعي”: يغرز في فخذ المرأة، ما إن تنجب الطفل، حقنة من السينوميترين أو السينتوسينتون، وهو دواء يساعد الرحم على التقلُّص والحد من احتمال حدوث نزف. بعد ذلك، يتم سحب الحبل السري بهدوء لتسهيل خروج المشيمة مع الضغط على البطن من الخارج لتحفيز الرحم على التقلُّص، العملية كلها تستغرق عشر دقائق كأقصى حد.
- “الإنجاب الطبيعي”: هناك نساء يفضلن أن ينجبن المشيمة بشكل طبيعي من دون الحقنة إذ يبدأ الرحم في التقلُّص وحده ويلفظ المشيمة بعد 10 أو 20 دقيقة، وربما أكثر. ويجب التأكد من خروجها بالكامل، إذ أن بقاء بعض الأجزاء منها في الرحم ربما يسبب للمرأة نزيفًا. وفي هذه الحالة ستخضع حتمًا لعملية تنظيف للرحم، التي تتطلب تخديرًا عامًا.
الحفاظ على الصحة
وعلى الرغم من قوة المشيمة وقدرتها على حماية الطفل من الإصابة بالأمراض، فإنها لن تستطيع حمايته من المواد السامة والقاتلة، مثل تلك الموجودة في المخدرات والكحول أو السجائر؛ لأن هذه الكمياويات قادرة على عبور المشيمة والوصول إلى الجنين والإضرار به، لذا وجب الانتباه جيدًا إلى صحتك أثناء فترة الحمل، فلا تتناولين أيَّ دواء من دون وصفة طبيب، وامتنعي نهائيًا عن التدخين؛ لأن النيكوتين يضعف شرايينك، ما يبطئ تدفق الدم عبر المشيمة ويعوق نمو الجنين. كذلك من المهم جدًّا أن تتناول المرأة الحامل الأطعمة الغنية بالبروتينات، مثل اللحم والجبن. وتعتبر الأطعمة الغنية بالحديد، مثل السردين والتونا وحبوب الإفطار المدعمة بالحديد مفيدة أيضًا، لكن تفادي تناول الكبد أثناء الحمل.كما أن نقص حامض الفوليك ربما يسبب انفصال المشيمة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق