فبعد سنوات من ملاحظة المرضى من كبار السن وعلاجهم، تمكنت فريد من تحديد علامات مميزة للوهن بشكل عام، ووضعت في تسعينات القرن الماضي تعريفا للوهن لدى من بلغوا سن 65 عاما أو أكثر، ينص على انطباق تشخيص الوهن في حالة وجود 3 معايير أو أكثر من المعايير الخمسة التالية، وهي: فقد 10 أرطال (الرطل 453 غراما تقريبا) من الوزن خلال العام الفائت دون سعي متعمد لذلك، والتصريح بالشعور بالإعياء، والإحساس بالضعف كما يقاس من قوة قبضة اليد، وبطء سرعة المشي، وتراجع النشاط البدني. أما وجود واحد أو اثنين فقط من تلك المعايير فينبئ بأن الشخص في مرحلة «ما قبل الوهن».
وقد أصبح بإمكان الأطباء فحص مرضاهم من كبار السن للتحقق من وجود هذه العوامل، كما أصبح بإمكانهم معرفة من قد يكون أكثر احتمالا في تدهور حالته الصحية ومن ثم اقتراح تدابير وقائية، مثل إجراء تغييرات في المنزل. وأصبح بإمكانهم كذلك تحديد من قد يعاني صعوبات بعد إجراء جراحة، وبالتالي التنبه أكثر عند تقديم الرعاية لهم قبل وبعد العمليات الجراحية.
* رصد الوهن
* ومن الممكن أن يجري الأطباء للشخص المصاب بالوهن، أو المعرض لخطر الإصابة به، اختبار تحمل الغلوكوز للتأكد من اكتشاف الإصابة بداء السكري أو وجود عوامل وراثية تساعد على الإصابة به. ويعكف باحثون متخصصون في الوهن، مثل د. جيريمي وولستون، الذي يعمل في مركز جون هوبكنز الطبي، وغيره على استقصاء العلامات الحيوية التي تميز الوهن من أجل وضع أساليب علاج وتدخل قد تساعد على الوقاية منه. ويمثل مرضى الوهن الذين يعيشون بمفردهم أو مع أسرهم، وليس في المستشفيات أو دور المسنين، نحو 7 في المائة ممن يبلغ عمرهم 65 عاما أو أكثر، ونحو 18 في المائة ممن يبلغ عمرهم 80 عاما أو أكثر، وتكون المعدلات بالنسبة للسيدات أعلى بشكل عام من الرجال.
وعلى الرغم من أن فقدان الوزن يعد من بين المكونات الخمسة لمؤشر الوهن، فإن د. فريد تعترف بأن زيادة الوزن أو السمنة، التي يرجح أن تميز شريحة كبيرة من كبار السن في المستقبل، قد تسهم كذلك في الإصابة بالوهن. وهي تقول إن زيادة الوزن قد تخفي حالة من «الوهن الحقيقي»، وإن مرضى السمنة يواجهون خطر الإصابة بحالة «ساركوبينيا» sarcopenia، وهي الحالة المرضية التي تسبب تناقصا حادا في كتلة العضلات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق