الأربعاء، 15 ديسمبر 2010

اليهودية والبقرة الحمراااء!!!..

اليهودية والبقرة الحمراااء!!!...

خطر حقيقي يتهدّد بالمسجد الأقصى، هل لك أن تتخيّل أن هدمه يتوقّف على ظهور بقرة صغيرة لونها أحمر!! لا تتعجّب كثيرا فما أكثر بدع اليهود.. ولكن لا بد أن نعترف أيضا أنه ما أشد هواننا.. حتى بات انتهاء عمر المسجد الأقصى يتوقّف على ظهور بقرة حمراء!

البقرة الصغيرة الحمراء -وتُنْطَق بالعبرية "باراه أدوماه"- هي بقرة تستخدَم -وفقا للشريعة الدينية اليهودية- لتطهير الأشخاص والأشياء التي تدنَّست بملامسة جثث الموتى، وذلك عن طريق حرقها والتطهّر برمادها، ولتحقق الطهارة يُشترط أن تكون البقرة "حمراء صحيحة لا عيب فيها ولم يعل عليها نير" (العهد القديم سفر العدد 19/ 2)، وقد جاء في التلمود أن البقرة لا بد أن تكون حمراء تماما، ليس بها أية تموّجات، وحتى وجود شعرتين سوداوين على ظهرها يجعلها لا تصلح لأن تكون بقرة مقدَّسة تفي بهذا الغرض، والسفر الرابع من الباب السادس يُدعى "باراه" أي البقرة، ويتناول الشعائر الخاصة بالبقرة الحمراء الصغيرة.

وجثة الميت من أهم مصادر النجاسة بالنسبة للكهنة؛ فأي كاهن يلامس جثة يهودي أو يتصل بها، حتى ولو بشكل غير مباشر (كأن يسير على مقبرة أو حتى يوجد في مستشفى أو منزل يضم جثة) فإنها تنجّسه، ولكن ذلك الأمر لا ينطبق على جثث غير اليهود فهي لا تسبِّب -وفقا للشريعة اليهودية- أية نجاسة؛ لأنها لا قداسة لها.

وإذا تدنّس اليهودي، فهو يظل كذلك دائما، إلا إذا تم تطهيره بالطريقة التي وردت في سفر العدد (الإصحاح 19)، والتي تم شرحها في التلمود، وهي طريقة استخدام رماد البقرة الحمراء الصغيرة، وكان هذا الأمر يحدث في الماضي حتى القرن السادس، حين فُقد رمـاد آخـر بقـرة حمـراء طاهرة. ومنذ ذلك الحين واليهود جميعا غير طاهرين "أنجاس" وفقا لشريعتهم.

ولكن ما علاقة ذلك بهدم المسجد الأقصى؟
الأمر ببساطة أن رجال الدين اليهود "الكهنة" يرون أن أرض المعبد اليهودي "الهيكل" والموجودة في منطقة المسجد الأقصى لا تزال طاهرة، ومحظور على أي أحد من عامة اليهود الدخول إليها إلا إذا كان طاهرا؛ لأنه وفقا للشريعة اليهودية يُعد دخول أي يهودي غير طاهر إلى أرض الهيكل خطيئة وأمرا محظورا، ومن هنا تكمن أهمية البقرة الحمراء، فهي الطريق الوحيد الذي يستطيعون من خلاله دخول الهيكل، حيث يقوم الكهنة -والكهنة وحدهم- بذبح البقرة الحمراء وحرقها وأخذ رمادها لتطهير عامة اليهود به؛ حتى يُسمح لهم بالدخول إلى الهيكل، لكن لماذا لا يضحّي الكهنة إذن ببقرة حمراء، ويستخدمون رمادها في عملية التطهير؟
لأنه لا يوجد كاهن طاهر.. فكلهم أنجاس!!

الموقف معقّد؛ إذ إنه لا يمكن أن يُضحي بالبقرة إلا الكهنة الطاهرون، وبما أن جميعهم أنجاس وفقا للشريعة اليهودية؛ لأنهم ليس لديهم رماد لبقرة حمراء منذ سنوات عدة، وقد اقترحت إحدى المجلات العلمية الدينية في إسرائيل أن تُعزَل امرأة يهودية حامل من إحدى الأسر الكهنوتية داخل منزل يُبنى على أعمدة، حتى يُعزَل المنزل نفسه عن أي جثث يهودية قد تكون موجودة تحته، ويقوم رجال آليّون بتوليدها! ثم يقومون بعد ذلك على تنشئة الطفل بعيدا عن كل البشر، حتى يصل سنّه الثالثة عشرة (سن التكليف وفقا للشريعة اليهودية) عندها يمكنه أن يصبح كاهنا طاهرا فيُضحي بالبقرة الحمراء، وتُحَلّ المشكلة، وقد اقترح آخرون القيام ببعض الحفائر حول بقايا الهيكل، فقد يُعثَر على زجاجة تضم بقايا رماد البقرة الحمراء، وتُحلّ بذلك المعضلة.

مشكلة أخرى.. أين البقرة الحمراء؟!!
لا بد -كما سبق الذكر- أن تكون البقرة حمراء خالصة، ولكن لا توجد بقرة بهذه المواصفات، ذلك أنشأ في إسرائيل معهدا لدراسة البقرة الحمراء، وقد ذكرت مجلة "تايم" الأمريكية في عدد الصادر يوم 16 أكتوبر 1989 أنه تقرَّر أن يبدأ الكهنة اليهود في تطهير أجسادهم، وأن ممثلي الحاخامية الأساسية في إسرائيل قضوا أسبوعين في أوروبا يبحثون عن جنين بقرة حمراء؛ ليُزرَع في إحدى أبقار مزرعة في إسرائيل، وقد نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن الحاخام شمارياشور (أحد قادة إحدى الجماعات التي تعمل من أجل إعادة بناء الهيكل) أنه فحص بواسطة عدسة مكبرة بقرة حمراء في قرية "حسيديم"، والتي يُعتقد أنها وُلدت نتيجة تلقيح اصطناعي لبقرة أمريكية وبقرة إسرائيلية لونها أسـود وأبيـض، فلم يجـد فيها شـعرة لونها أسود. ومن ثم فهي صالحة لأن يُضحى بها، ويُستخدَم رمادها في عملية التطهير اللازمة لإقامة الطقوس التعبدية، ودخول منطقة المسجد الأقصى، حيث يُفترض أن الهيكل كان قائما من قبل، وقد استنكر بعض الحاخامات هذه المحاولة، ووصفوها بأنها قد تؤدي إلى اندلاع الحرب.

نبوءة لم تتحقق
وبعد مرور الأيام نفاجأ بحاخام يخرج من قمقمه، وينقل نبوءة عن حاخام آخر عاش قبل مئات السنين، وهو الحاخام جاؤون فيلنا، وتم تسمية النبوءة باسمه, وأفادت النبوءة ببداية بناء الهيكل في النصف الثاني من الشهر الثالث من العام 2010، وذكرت صحيفة هاآرتس حينها أن الحكومة الصهيونية ستنتهي من تشييد المعبد مكان المسجد الأقصى -بعد هدمه- يوم 15/ 3/ 2010؛ حيث إنه في ذلك اليوم ستظهر البقرة الحمراء، ولكن النبوءة لم تتحقق.

ومن أبرز المنظّمات الفاعلة اليوم في إسرائيل من أجل تنظيم زيارات اليهود للحرم القدسي، والتحضير العملي لمشروع بناء الهيكل: "أنصار الهيكل"، و"الحركة لبناء الهيكل"، و"معهد الهيكل"، و"نساء من أجل الهيكل"، و"حراس الهيكل".. وغيرها من المنظّمات التي تحيي ذاكرة هدم الهيكل في كل عام، وتدعو اليهود إلى العمل من أجل بنائه في القدس.

هدم المسجد الأقصى.. أمر واقعي سيحدث قريبا
وقد قام اليهود بالفعل ببناء "كنيس الخراب" الذي افتتح في شهر مارس 2010 على بُعد عشرات الأمتار من المسجد الأقصى، وبناء الكنيس وفقا للشريعة اليهودية هو الخطوة التمهيدية لبناء الهيكل على أنقاض الأقصى، والأمر الغريب حقا أنه عند بناء هذا الكنيس قامت الدنيا ولم تقعد؛ احتجاجا على بنائه، ولكن بعد مرور عدة أيام قليلة هدأت الأمور وكأن شيئا لم يكن، وهذه هي العادة عندنا، نهبّ ونثور عند بداية أي حدث، ثم بعد ذلك ننساه تماما وكأنه لم يحدث، الأمر الذي جعل أحد حاخامات إسرائيل يدعو إلى هدم المسجد الأقصى؛ لأنه يرى أن هدمه سيُغضب العرب والمسلمين قليلا، ثم سيهدؤون بعد ذلك، حين يصبح ذلك أمرا واقعا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق