الموروثات المتداخلة تزيد خطر الإصابة بالاضطراب الثنائي القطب والاكتئاب الحاد والانفصام لدى الراشدين (دويتشه فيلله)
خلصت دراسة أميركية إلى أن أمراض التوحد واضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة والاكتئاب الحاد والاضطراب الثنائي القطب والانفصام، قد يكون سببها كلها المتغيرات الوراثية عينها في الدماغ.
وقال جوردن سمولر، من مستشفى ماساشوستس الجامعي ببوسطن والباحث الأساسي في الدراسة التي نشرت في دورية ذا لانست الطبية، اليوم الخميس إن هذه الدراسة تظهر للمرة الأولى وجود متغيرات وراثية معينة تؤثّر في مجموعة من الاضطرابات النفسية لدى الأطفال والراشدين والتي يعتقد أنها مختلفة سريرياً.
وأضاف أنه تم العثور على تداخل كبير بين المكونات الوراثية لاضطرابات عديدة، لا سيما بين أمراض الانفصام والاضطراب الثنائي القطب والاكتئاب، وإلى تداخل أقل بين أمراض التوحد والانفصام والاضطراب الثنائي القطب.
غير أنه أشار إلى أن الباحثين لا يزالون يجهلون طريقة تأثير هذه المتغيرات على الاضطرابات. وأشار إلى أن هذه الدراسة هي الدليل الأول على أن مورثات معينة قد تزيد تعرض الأشخاص للإصابة بعدد من الأمراض، وذكر أن "العمل المهم الذي ينتظرنا الآن هو معرفة طريقة حدوث ذلك".
وبهدف العثور على هذه المتغيرات الوراثية المشتركة، حلل سمولر وزملاؤه معطيات تعود إلى 33 ألفاً و332 شخصاً كان يعاني كل واحد منهم من أحد هذه الاضطرابات المذكورة، وأخرى تعود إلى 27 ألفاً و888 شخصاً لا يعانون أي منها.
وجد الباحثون أربع مناطق وراثية في الدماغ متداخلة مع خمسة اضطرابات، من بينها منطقتان مسؤولتان عن تنظيم معدل الكالسيوم في الدماغ
تنظيم الكالسيوم ووجد الباحثون أربع مناطق وراثية في الدماغ متداخلة مع خمسة اضطرابات، من بينها منطقتان مسؤولتان عن تنظيم معدل الكالسيوم في الدماغ.
ولفتوا إلى أن هذه المورثات المتداخلة تزيد -على ما يبدو- خطر الإصابة بالاضطراب الثنائي القطب والاكتئاب الحاد والانفصام لدى الراشدين.
كما وجدوا أن المورثات المسؤولة عن نشاط الكالسيوم في الدماغ قد تكون تؤدي دوراً في نمو الاضطرابات الخمسة.
ولفت سمولر إلى أن عوامل المخاطر الوراثية هذه قد تؤدي دوراً صغيراً في نمو هذه الاضطرابات، مؤكداً عدم معرفة الباحثين بحجم الدور الذي تؤديه في هذا النمو.
وأكّد أن البحث عن هذه المورثات لدى الأشخاص لا يمكن اعتباره أداة لتشخيص الأمراض، مضيفاً أنها ليست كافية لتوقع خطر إصابة الشخص بها، ومشيراً إلى أن الإنسان قد يكون حاملاً لها من دون أن يصاب بهذه الاضطرابات النفسية.
غير أنه أشار إلى أن هذه الدراسة تعطي توضيحات إضافية عن هذه الأمراض، وقد تساعد في إيجاد علاجات جديدة.
وأضاف "هذه الدراسة قد تغيّر طريقة تحديدنا وتشخيصنا لهذه الاضطرابات بالاستناد إلى الأسباب الإحيائية". وتعد هذه الدراسة أكبر دراسة لمورثات الأمراض النفسية حتى الآن.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق