القدم كنز لعلاج عدة أمراض
يقبل عدد متزايد من الناس على العلاج عبر باطن القدم المعروف بالريفلكسيلوجيا، وهو علاج لا يتم بالدواء والكهرباء ولا يستعان فيه بأشعة وأدوات تقنية، وإنما أجهزته الطبية أنامل اليد.
ويتطلب هذا النوع من العلاج البديل معرفة بخريطة باطن القدم ودلالات رموزه، وهو طب قديم استخدمه المصريون والصينيون ممن اكتشفوا أسرار التدليك مبكرا ويقبل عليه عدد متزايد من الناس.
وتوضح سهير منير سليمان، وهي معالجة طبيعية من القدس، أن العلاج بواسطة تدليك باطن القدم "الطب البديل" وسيلة لتعديل وموازنة ما هو غير متوازن في الجسم.
خريطة الجسد
وتقوم الريفلكسيلوجيا على نظرية يقرها العلم مفادها أن باطن القدم تنطوي على خريطة متكاملة بجميع أعضاء الجسد ويرتبط كل عضو منها بنقطة معينة في باطن القدم إذا ما دلكت تساعد الجسم على مداواة نفسه بنفسه.
وقد تزايد إقبال العالم الغربي أيضا في السنوات الأخيرة على هذا النوع من الطب البديل الشائع والمتطور في الشرق الأقصى، وبات مكملا للطب التقليدي، لكنه ما زال في متناول ميسوري الحال فحسب.
وتوضح المعالجة سهير للجزيرة نت أن العلاج يتم بممارسة الضغط على النقاط المعنية أخمص القدم وفي جوانبه، مشيرة إلى أن العلاج منشط للدورة الدموية ومهدئ للروح.
الضفيرة الشمسية
وأوضحت أن نتائج العلاج تظهر بعد اللقاء الرابع وخلاله يمكن التنبيه لأمراض كامنة كضغط الدم مثلا، وتشير لقناعتها بأن الكثير من الأمراض والأوجاع سببها نفسي.
وتضيف "تنعكس الحالة النفسية على الجسد، لأنها تستنزف جهاز مناعته وبفضل التدليك تزيد نسبة الأوكسجين في الجسم، فيما يسعى المعالج من خلاله أيضا لمنح الدعم النفسي للمريض".
وتكشف المعالجة سهير -التي استكملت تعليمها الأكاديمي في هذا المجال- أن هناك نقطة في باطن القدم تعرف بـ"الضفيرة الشمسية"، وهي مسؤولة عن المعدة وتؤثر على الحالة النفسية برمتها.
وتشمل الدراسة في هذا المجال علم الأمراض وعلم الأدوية والعلاج الطبيعي والريفلكسيلوجيا.
ويقول مروان سعيد خطيب من القدس إنه رافق والدته عام 2008 لعيادة منير واستذكر حالتها النفسية الصعبة، ويضيف "بعد التدليك اكتشف انتفاخ باطني وسط باطن القدم، فطلبت منا المعالجة إجراء فحوص للكبد وفعلا تبين أن داء خطيرا استبد به وأدى لوفاتها".
الشقيقة
كما ينوه مروان إلى أنه عانى من آلام الصداع النصفي الدائم (الشقيقة) منذ سنوات وعجز الطب الحديث عن شفائه، لكن تدليك باطن القدم خلصه منه في معظم الأوقات.
وعلاوة على أوجاع الظهر والعضلات والمفاصل، تعالج سهير عوارض الجلطات الدماغية، وتتحدث عن حالات نجحت فيها باستعادة الحركة لأطراف المرضى المصابين بشلل نصفي وجزئي، وأوضحت أن ذلك تم من خلال باطن القدم أيضا لا من خلال التدليك العادي للجسم.
وتؤكد أنها تحرز نتائج طيبة جدا في معالجة أوجاع الشقيقة، مشيرة إلى أن تدليك باطن القدم أكثر جدوى لأنه أكثر حساسية من كف اليد التي تفقد من حساسيتها جراء استخدامها المفرط في كل حركة وحركة.
وتوضح أن "الضغط على أسفل باطن القدم لا يتسبب بألم للمريض، وهو يهدف لتحقيق عملية مسح وتفتيت وضبط توازن الغدد وإفرازاتها وتنشيط الدورة الدموية وتوفير الاسترخاء للجسد والعقل بما يساعد على التداوي الذاتي".
وتؤكد أنها تمتنع عن معالجة حالات مرضية كمرضى القلب، مشيرة إلى أن الريفلكسيلوجيا لها دور وقائي أيضا لاعتباره وسيلة أولى لتجنب الأمراض والأعباء النفسية.
الطب الحديث
وحول نظرة الطب الحديث لهذا النوع من الطب البديل، يقول مدير قسم الأمراض الباطنية في مستشفى "رمبام" في حيفا د. إياد خمايسي للجزيرة نت إن الطب التقليدي تحفظ في الماضي على أنواع من الطب البديل.
ولفت إلى أن النظرة تغيرت للطب البديل الذي صار يعرف بـ"المكمل" ونوه إلى أن الريفلكسيلوجيا أدرج ضمن مناهج تعليم الطب في الجامعات وبشكل إلزامي.
وأضاف "أنا شخصيا ورغم عدم توفر قاعدة علمية واضحة أومن بقدرة الطب المكمل في شفاء أمراض معينة ينقصها العلاج الملائم".
واستذكر د. خمايسي أن هناك عوارض كثيرة في مجال اختصاصه لا تفسير بيولوجيا مقنعا لها، ويمكن التعاطي معها بالطب المكمل.
من الجزيرة دوت نيت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق