الكبدي الوبائي - منقول
ينتشر التهاب ا لكبد الوبائي في عدد كبير من البلدان خاصة بعض الدول الافريقية، وبقدر خطورة المرض وخطورة مضاعفاته، فإنه من السهل السيطرة عليه والحد من انتشاره عن طريق الوعي، فالامر لا يحتاج الى اكثر من معرفة المرض وكيفية انتقال العدوى وبالتالي طرق الوقاية منها، وبالتالي جيلا بعد جيل ينحسر المرض ولا يعود كما هو حاليا منتشرا بين اعداد لا بأس بها من المرضى، مع الاخذ بالاعتبار اختلاف الظروف والاعراض والنتائج بين كل نوع من انواع التهاب الكبد الوبائي، حيث يتدرج ثلاثة انواع منه تحت هذا المسمى وهي التهاب الكبد الوبائي A، B، وC وهو الاخطر وهو ما نتحدث عنه اليوم.
التهاب الكبد C مرض صامت خطير اخذ في الانتشار السريع عن طريق الدم وبوسائل عدة، منها:
استخدام فرشاة اسنان الغير، التهتك الجنسي واستعمال الابر الملوثة.. فكيف نتفادى ذلك؟
الكبد عضو كتوم من اعضاء الجسم، اي انه اذا اصيب بمرض ما فإنه لا ينم عنه الا بعد ان تبلغ الصلة حدا خطيرا.
ومن علامات حب الكبد في 'التكتم' ان المرض الذي يصيبه يمكن ان يدوم مدة تزيد على ثلاثين سنة بين العدوى بالفيروس وظهور الاعراض المرضية الظاهرة، وما هو جار من ازدياد عدد الاصابات وليس طفرة وباء بقدر ما هي طفرة اكتشاف. اي ان الالاف من المرضى بالتهاب الكبد C قد حملوا فيروس هذا المرض منذ سنوات كثيرة من دون ان يدروا.
ولمرض التهاب الكبد C طريقة خفية مخالفة للكشف عن نفسه، فبعض المرضى قد ينتقل اليهم فيروس المرض بطريقة ما وبعد اسابيع قليلة من تعرضهم له، يلاحظون شكواهم من انحطاط شبيه بما تجلبه اعراض الزكام.
هذا في ما يتعلق ببعض المصابين ولكن معظمهم لا تظهر عليهم أي اعراض البتة، وتمر سنوات طويلة على هؤلاء والفيروس ينهش اكبادهم وهم لا يشعرون ثم يأخذون بإبداء بعض العلامات الواضحة للمرضى، مثل الانحطاط الشديد وانتفاخ البطن، وربما ظهرت على بعض المرضى علامات اصفرار في بياض العينين والجلد، وهو ما يعرف باليرقان وينجم اليرقان عن عجز الكبد عن تصفية وطرح مجموعة من النفايات في الدم.
وعند بلوغ المريض هذه المرحلة من المرض يمكن عن طريق اختبارات الدم اكتشاف الاجسام المضادة antipodies لمرض التهاب الكبد C وهي خلايا مناعية يولدها الجسم تجاوبا مع ظهور هذا العدو الغازي، وكذلك اكتشاف وجود الفيروس ذاته، وعندها ايضا تكون الطريقة الوحيدة لمعرفة مدى الاضرار التي لحقت بالكبد بأخذ خزعة Biopsy كبدية عن طريق ادخال ابرة طبية طويلة عبر البطن حتى تصل الى الكبد وتأخذ منها نموذجا رقيقا.
فاذا اكد تحليل الخزعة وجود التهاب او ندبة، كان ذلك اشارة الى تشمع الكبد Cirrhosu وهو تهديد جسيم ينذر بحدوث قصور كبدي او فوق ذلك.
وتندب الكبد يمكن ان يغلق الوريد البابي Portal vein الذي يجلب الدم من الامعاء الى الكبد للتنقية. فإذا عجز الدم عن التدفق في الكبد، فانه يرتد عائدا الى الاوردة والمعدة والمريء وتجمع الدم حول المريء يمكن ان يتعاظم مسببا انفجار بعض الاوردة، وعندها ينفث المريض الدم من فمه.
واخيرا يمكن ان تصل المواد السامة الناتجة عن الخلل في وظائف الكبد الى الدماغ فتحدث في المريض شبه لوثة او 'هلوسة'.
المراحل الأولى الخداعة
لهذه النهاية الجسيمة للمرض بداية تكاد لا تلاحظ، ففضلا عن ظهور 'اكياس' تحت عيني المريض بين الحين والحين فإن المرضى في المراحل الأولى من التهاب الكبد C غالبا ما يبدون في حالة طبيعية تماما حتى لو كانوا في حال شديد من الانزعاج. فالمريض لا تظهر عليه اعراض مرض ولكنه مع ذلك يحس كأنه موشك على مفارقة الحياة.
والأدهى من ذلك ان هناك مرضى بالتهاب الكبد C يجهلون كيف كان اتصالهم بفيروس المرض، فهؤلاء لم يقربوا المخدرات قط ولم يتلقوا دما منقولا من شخص اخر، ولم يمارسوا الجنس غير السوي، ومع ذلك اصيبوا بالمرض ومن هنا جاءت حيرتهم.
وبعض الاشخاص غير الأسوياء في علاقاتهم الجنسية يشعرون بالقلق والخوف من ان تكون علاقاتهم السابقة قبل سنوات جعلتهم اكثر تهيؤا للاصابة فمن المعتقد ان الفيروس ينتقل بصورة رئيسية بطريقة الاتصال بين دم مريض ودم شخص سليم، والمعاشرة الجنسية الشاذة ومعاشرة المرضى بالتهاب الكبد C اذا نتج عنها اختلاط دموي بين شخصين احدهم مريض والآخر سليم.
كما ان الحوامل المصابات بالمرض يمكن ان ينقلن الفيروس الى اطفالهن اثناء الحمل.
والخطورة في امر التهاب الكبد C تكمن في قدرته على الانتشار اذا اختلط دم احد المصابين بدم شخص سليم وهذا كثيرا ما يحدث عند الوشم واستعمال ابر المخدرات، حيث تفتح ابواب العدوى على مصراعيها.
ألف باء المرض
التهاب الكبد C داء مختلف تماما واشد خطورة من نظيريه A وB.
التهاب الكبد A: ينتقل عن طريق الطعام والماء الملوثين، ويصيب المريض بإعياء شديد لمدة شهر واحد او نحوه. الا انه يزول عن طريق الراحة وعدم معاقرة الخمور.
التهاب الكبد B: تقع اكثر اصاباته بسبب الجنس او استعمال ابر المخدرات، وهو اشد خطورة من التهاب الكبد A ولكنه قابل للعلاج في تسعة اعشار الحالات، وهو قابل للشفاء خلال بضعة اشهر وهناك لقاحات تحمي من كلا النوعين.
التهاب الكبد C: فيروسه كثير التنوع وسريع التعدد مما يجعل من الصعوبة بمكان تركيب اللقاح الملائم له، ويمكن ان يصاب حوالي 15% من المصابين بهذا المرض، بتشمع الكبد خلال مدة تتراوح من 20-30 سنة، و5% من المرضى قد يلقون حتفهم بسبب نتائج العدوى الطويلة الامد.
كيف تحمي نفسك من شرور التهاب الكبد الوبائي؟
احذر المواقف والأوضاع التي تسبب الاصابة به.
1 ـ الصحة البدنية: لا تستعمل شفرات الحلاقة أو فرشاة الأسنان التي استخدمها شخص آخر مهما كان.
2 ـ الإبر الملوثة: مع ان الاوساط الصحية تؤكد انه لم يثبت ان فيروس الداء يستطيع الانتقال عن طريق الإبر المستخدمة في طريقة الوخز بالإبر الصينية، أو ثقب الاذنين، أو الوشم أو الأدوات الواخزة الأخرى النظيفة الصحية، الا ان من الحكمة الاحتياط، وهذا يعني من الناحية المثالية عدم استعمال الابرة الا لشخص واحد ويجب تعقيمها.
3 ـ الجنس: لا خوف على الزوجين اللذين لا يمارسان الجنس غير السوي (الشذوذ) من الاصابة بالتهاب الكبد.
4 ـ اذا كان أحد افراد العائلة مصابا: قم بتغطية كل الجروح بالمنزل على الفور، ونظف كل بقع الدم المتساقط من المريض والحرص على تناول الاطعمة الصحية، وبهذه الطريقة يمكن تجنب الاصابة بتشمع الكبد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق