الاثنين، 22 نوفمبر 2010

التدخين ................. أضرارة مزمنة

لمخدرات.. الخطر الكامن وآفة العصر

يعاني من الإدمان على المخدرات أكثر من 180 مليون شخص في العالم، ولا تقف أزمة المخدرات عند آثارها المباشرة على المدمنين وأسرهم، وإنما تمتد تداعياتها إلى المجتمعات والدول وترتبط بها جرائم كثيرة وجزء من حوادث المرور. كما تلحق أضراراً بالغة باقتصاديات العديد من الدول مثل تخفيض الإنتاج وهدر لأوقات العمل وخسارة في القوى العاملة سببها المدمنون أنفسهم والمشتغلون بتجارة المخدرات وإنتاجها وضحايا لا علاقة لهم مباشرة بالمخدرات.
والإنسان في بحثه عن السكينة واللذة وفي مكافحته للألم تعامل مع عدد من النباتات التي يتمتع بعضها بخواص دوائية شافية وبعضها الآخر سم قاتل وبين الصفتين نجمت العلاقة الجدلية بين السم والدواء، وهناك فرق بين تناول الدواء بقصد العلاج وبين تناوله بحثاً عن اللذة والهدوء والسكينة.
* ما هي المخدرات؟
- المخدر هو مادة طبيعية أو صناعية تتمتع بخواص فسيولوجية يؤدي الاستعمال المتكرر والمستمر لبعضها إلى نوع من الإدمان بصورة لا يستطيع الإنسان أن يستغني عنها.
* ما هو الإدمان؟
- هو التعاطي المتكرر للمواد المؤثرة بحيث يؤدي إلى حالة نفسية وأحياناً عضوية وتسيطر على المتعاطي رغبة قهرية ترغمه على محاولة الحصول على المادة النفسية المطلوبة بأي ثمن، ويطلق على هذه الحالة الاعتماد لتمييزها عن الإدمان المطلق الذي يشمل الوقوع تحت تأثير مواد أخرى لا تصنف من المخدرات المحظورة أو الخطرة مثل الكحول.
ونظراً لوفرة هذه المركبات ولاختلاف مصادرها وتعقيد تركيبها الكيميائي فقد كان من الصعب الاعتماد على تصنيف مبسط يجمع بينها واعتماداً على تصنيفها تبعاً لتأثيرها وبالتالي تبعاً لقدرتها على إيجاد الإدمان والإذعان وتبعاً لمراجع منظمة الصحة العالمية كان التصنيف المبسط التالي:
- الأفيونات وتشمل على:
1- الأفيون.
2- مشتقات الأفيون مثل المورفين والهيروين والكودائين وغيرها.
3- الأفيونات الصناعية مثل الميثادون والبيتادين.
* العقاقير المركبة:
وتصنع من عناصر كيماوية ومركبات اخرى وتشتمل على:
1- الكحول alchol والمشروبات الجولية الأخرى مثل البيرة والخمر والمعرق والويسكى والشمبانيا وأمثاله.
2- المنومات: كالباربيتورات.
3- المهدئات المعتدلة مثل الفاليوم.
* المنبهات Stimulants وتشمل على:
1- المنبهات الصناعية مثل الأمفيتامين والديكسامفيتامين.
2- الكوكايين.
3- الحشيش cannabis ويعرف بأسماء مختلفة باختلاف البلدان التي ينتشر فيها كالبنج والغا نجا ganja والحشيش والشاراس sharas والماريجوانا...الخ.
- المهلوسات: مثل الميكالين وفطر الامانيت والبلاذون والقنب الهندي.
- المذيبات الطيارة: مثل الصموغ والكيروسين والطولوين ومشتقات البترول.
- العقاقير الأخرى: وهي عديدة جزء منها التبغ والبتلة betel ونخيل الفوفل areca والقاتkat وأوراق الكوكا coca والشاي والقهوة وجوزة الطيب... الخ، يذكر أن قائمة المخدرات لم ولن تغلق مادامت الصناعات الكيميائية تطرح من وقت لأخر المركبات التي تتجلى فيها التأثيرات النفسية.
- كما يمكن تصنيف المخدرات أيضاً على أساس الاعتماد (الإدمان) النفسي والعضوي إلى:
1- المواد التي تسبب اعتماداً نفسياً وعضوياً مثل: الأفيون ومشتقاته كالمورفين والكوكايين والهيروين.
2- المواد التي تسبب اعتماداً نفسياً فقط مثل:
الحشيش القات عقاقير الهلوسة والماريجوانا الآثار النفسية لتعاطي المخدرات:
1- هلوسة سمعية وبصرية وحسية.
2- الشعور الزائف بالاضطهاد.
3- اضطرابات في تقدير الزمان والمكان.
4- الحكم الخاطئ على الأشياء.
5- الإحساس بالكآبة.
6- زيادة التبلد والعزلة والتوتر العصبي والنفسي الزائد.
7- ضعف التركيز والذاكرة الذي يؤدي إلى الرسوب والفشل الدراسي.
* هل للمخدرات علاقة ايجابية بالناحية الجنسية؟
- ليس للمخدرات أي علاقة عضوية بالناحية الجنسية ولها أوهام زائفة يتوهمها المتعاطي بل العكس هو إضافة إلى ذلك فإن تعاطي المخدرات يشوه بعض الخلايا وينتج عن ذلك أجنه مشوهه.
* ما هي آثار المخدرات على المخ؟
- يسبب تعاطي المخدرات التهابا وتلفا لخلايا المخ بشكل قاطع فإذا علمنا أن بعض هذه السموم تتلف وحدها ما يزيد عن مائة ألف خلية من الدماغ لا تعوض مدى الحياة أدركنا أن فقدان الملايين من خلايا المدمن تصيبه مع الزمن بفقدان الذاكرة والبلادة.. ومع السنين يصبح فعلاً بلا عقل.
والتأثير العضوي للأنواع المختلفة من المخدرات يمكن إيجازها تبعاً لكل نوع:
1- الأفيون: ويسبب لمتعاطيه ما يلي:
- هبوط في التنفس والدورة الدموية.
- تبلد حسي وتراخي وأرق.
- طفح جلدي التهابي مع زيادة إفراز الدموع والعرق وافرازات الأنف.
- قيء وغثيان وإسهال مع ارتفاع في درجة الحرارة.
- إدمان نفسي وجسدي.
- الوفاة
2- المورفين: وهو من مشتقات الأفيون ويسبب تعاطية القيء والغثيان وإفراز عرق غزير مع حكة في الجسم والإدمان الشديد.
3- الهيروين: من مشتقات المورفين وتعادل فعاليته ست مرات أقوى من المورفين ويسبب ما يأتي:
- الإدمان الشديد والسريع.
- هبوط في التنفس مع غثيان وتشنجات وغيبوبة وأحيانا يؤدي إلى الوفاة.
4- العقاقير المنومة: وتسبب هبوط وظائف المخ وضعف القدرة على التركيز والانتباه مع ضعف اللياقة البدنية والمهارة الحركية مع ضعف في الإبصار مع خلل في تقدير المكان والزمان مع ضعف القلب والدورة الدموية.
5- عقاقير الهلوسة: وتسبب ما يلي: غثيان وقيء وإسهال مع انخفاض ضغط الدم أو ارتفاعه مع زيادة الانفعال والخوف والاضطرابات النفسية وكذلك فقدان التقدير للمكان والزمان وانحطاط الشخصية مع شعور بالفزع والجبن واختلال الحكم على الأشياء.
6- الحشيش والماريجوانا: والتي تسبب اختلال في أحجام وأشكال المرئيات والمسافات مع ضعف الانتباه والتركيز والهلوسة السمعية والبصرية مثل رؤية أشباح وهمية وانخفاض وظائف الكبد وتشوه في الأجنة وأمراض القلب وسرطان الرئة.
7- الكوكايين: ويسبب الإدمان السريع مع هلوسة سمعية واضطرابات وظيفية بالقلب والجهاز التنفسي واضطرابات عقلية بعد فترة.
8- القات: يسبب ضعف التركيز والذاكرة واختلال الإدراك مع الكسل والخمول وضعف الشهية وسوء الهضم كذلك تليف الكبد وضعف القدرة الجنسية عند الرجال.
الكشف عن المخدرات يمكن التعرف على المادة المخدرة المستخدمة عن طريق فحص الدم أو فحص البول والذي تختلف تبعاً لفترة الإدمان والجرعات المستخدمة وكذلك تاريخ آخر مرة للاستخدام مع العلم أن تركيز المادة المخدرة في البول يستمر لفترة أطول كثيراً من الدم.
* العلاج والمكافحة:
إن تاريخ المخدرات يوضح أن تعاطيها هو تجربة بشرية قديمة ويرتبط بكثير من الأحيان بثقافة الناس والمجتمعات والعادات والتقاليد ومما يستدرج الشباب إلى الإدمان التفكك الأسري وفشل التعليم والفقر والبطالة والبيئة المحيطة من الأصدقاء والحي والمدارس والجامعات والمدارس.
لذا يبدأ العلاج بتخفيف الطلب على المخدرات بالتوعية الدينية والاجتماعية ومعالجة أسباب الإدمان الاقتصادية من فقر وبطالة بإقامة مشاريع تنموية واقتصادية بديلة وزيادة الوعي الديني والثقافي بتحريم تعاطيها والوعي الثقافي والاجتماعي بأخطارها وتداعياتها على شخص المدمن ومجتمعه.
أما علاج حالات الإدمان فالبتوجه لاي مركز تأهيلي متخصص في علاج هذه الحالات بحيث يتم ايقاف تناول المادة المخدرة والتعامل مع الآثار النفسية والعضوية المترتبة على ذلك التوقف خلال فترة العلاج.
ونسأل الله جميعاً العفو والعافية في الدين والدنيا والآخرة.

د. سلوى شندي
اختصاصية أول مختبر
مركز النخبة الطببي الجراحي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق