سرطان البنكرياس يؤدي إلى الوفاة غالبا، بسبب التشخيص المتأخر. فقد أودى بحياة 40 ألف شخص في أوروبا وحدها عام 2013. نتعرف هنا على طريقة يقول مبتكروها إنها "سريعة ورخيصة" لاكتشاف هذا النوع الفتاك من السرطان في مراحله الأولى.
خمسة في المائة فقط من المصابين بسرطان البنكرياس يتمكنون من العيش لأكثر من خمس سنوات ابتداءً من تشخيص هذا المرض لديهم. وقال باحثون إنهم اكتشفوا طريقة للتعرف على وجود السرطان في مراحله المبكرة عن طريق فحص سريع للبول. لكن أحد خبراء السرطان يبدي تشككه من هذه الطريقة. و يقول الباحثون من قسم أبحاث السرطان السريرية بجامعة كوين ماري في لندن إن بالإمكان اكتشاف هذا المرض بالاعتماد على وجود ثلاثة بروتينات في البول بكميات كبير وإن نسبة صحة هذا الفحص تبلغ 90%، وترتفع إلى 94% إذا تم إجراء فحص الدم التقليدي بالإضافة إلى فحص البول هذا. وهذه البروتينات الثلاثة هي: REG1A و LYVE1 و TFF1، وفق ما يذكر موقع فوكوس الإلكتروني.
يشار إلى أن أكثر من 40 ألف شخص ماتوا عام 2013 بسبب سرطان البنكرياس في أوروبا وحدها. ويعود سبب انخفاض فرص شفاء المصابين بهذا المرض إلى تشخيصه المتأخر، علما بأن 80% من المرضى يتم اكتشاف إصابتهم بهذا المرض في مراحل متقدمة يكون فيها السرطان قد انتشر في البنكرياس أو يكون قد كوّن مسبقا نقائل سرطانية، أي انتقال الخلايا السرطانية من عضو إلى آخر، ويكون حينها قد فات أوان إجراء عملية جراحية لاستئصال السرطان، والعملية الجراحية هي الفرصة الوحيدة لشفاء المريض وإنقاذه، بحسب ما يقول الباحثون.
وأجرى الباحثون دراستهم على 488 عينة بول تعود لأشخاص: منهم 192 مصابون بسرطان الكبد، و 92 شخصا يعانون من التهاب مزمن في البنكرياس، و 87 أشخاص أصحاء، فضلا عن 117 يعانون من أمراض الكبد والصفراء. وتمكن الباحثون بهذه الطريقة من اكتشاف سرطان البنكرياس لدى 93% من المصابين به. وتم اكتشاف سرطان البنكرياس لديهم في مرحلته الأولى التي لا يتجاوز فيها حجمه سنتيمترين اثنين، وكذلك في مرحلته الثانية التي يزيد فيها حجمه عن سنتيمترين ولكنه يبقى محدودا في هذا العضو البشري في هذه المرحلة، بحسب ما ينقل موقع فوكوس الإلكتروني.
ويقول الباحثون إن 70% من المصابين بهذا النوع من السرطان سيتمكنون من العيش لأكثر من خمس سنوات إذا تم اكتشاف الإصابة لديهم في وقت مبكر. لكن الخبير الألماني رينك أوفرينغا من المركز الألماني لبحوث السرطان يشكك في نتائج هذه الدراسة، رغم أنه يصف مسارها بالدقيق، ويرى أن الوقت ما زال باكرا لتقييم فوائد هذه الطريقة ويتساءل: كيف يمكن لهذه الطريقة التفريق بين سرطان البنكرياس وبين التهاب البنكرياس؟ ويرى أنها "لا تبعث على الكثير من الأمل بعد".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق