يعتبر الملك مانسا موسى ” Mansa Musa ” المولود عام 1280 من القرن 14 الميلادي من أغنى أغنياء العالم على مر العصور، إذ بلغت ثروته 400 مليار دولار أميركي، وفقاً لقائمة "أغنى 25 شخص عبر التاريخ" التي أعدها ونشرها موقع "Celebrity Net Worth website". كان حاجي كانجا مانسا موسى من أعظم زعماء امبراطورية مالي، ومن أشهر زعماء أفريقيا والإسلام في القرون الوسطى. خلف السلطان أبو بكر الثاني عام 1312م. كان عالما ورعا إلى جانب حنكته السياسية. في عهده ازدهرت جامعة سانكوري كمركز للعلم في أفريقيا. وسع دولته لتضم مناجم الذهب في غينيا بالجنوب. وفي عهده أصبحت عاصمته تمبكتو محط القوافل التجارية عبر الصحراء بالشمال. نشر موسى الإسلام في كافة أنحاء إمبراطوريته، وسافر إلى مكة لقضاء فريضة الحج في بعثة تضم آلاف الناس ومئات الجمال المحملة بالذهب والهدايا. ووزع في طريقه إليها آلافاً مؤلفة من سبائك الذهب، خاصة في القاهرة. مما تسبب في هبوط أسعار الذهب، وعند عودته أحضر معه عددًا من العلماء بينهم مهندس معماري أسهم في بناء مسجدي جاو وتمبكتو القائمين إلى يومنا هذا. وبعد وفاته تولى ابنه مانسا ماجان حكم الإمبراطورية. يعتبر هذا الملك محبوبا جدا في شعبه إلى اليوم، إذ يتحدث الناس عنه خصوصا رواة القصص الشعبية اللذين ما ان تجلس معهم حتى يبدأو في سرد تاريخ المدينة. ويحظى مانسا موسى منها الجزء الأكبر فقد كان رجل دين وحكمة وكان سياسيا ماهرا ومسلما، من إحدى قصصه التي يرويها موثقوا تاريخ مالي هذه الحادثة الشهيرة: ففي يوم قرر مانسا موسى وزوجته القيام برحلة الحج إلى مكة المكرمة فذهب الملك بقافلة كبيرة تتكون من 100 جمل و 1000 من العبيد و 500 من الجواري و كان كل جمل محمل ب 160 كيلوا ذهب و كل خادم يحمل صندوقا من الذهب . كانت مالي منجما للذهب، غنية جدا بالثروات، فكان طول رحلته يوزع على كل بلاد يمر بها ذهبا واستمر في منح عطاياه وهداياه حتى وصل إلى مكة المكرمة وأدى فريضة الحج ثم رجع بالجمال، ولكنها لم تكن فارغة بل محملة بالكتب "رحل بالذهب وجاء بكنوز الكتب". وجاء معه ايضا بعض الطلبة والمهندسين المعماريين ليحولوا مدينته إلى مساجد ومدارس ومكتبات. استغرقت هذه الرحلة عاما كاملا وأصبحت مالي – تيمبكتو، وهي البلدة الغنية بالذهب في مالي مركزا تجاريا وثقافيا ودينيا، فانظر كيف غيرت حكمة وهمة رجل وضع بلد بأكملها ! بعد وفاة مانسا موسى عام 1331، لم يحسن ورثته إدارة ثروته وأنفقوا جزءاً كبيرا منها في الحروب الأهلية والجيوش الغازية، وفقاً لما ذكره موقع الإندبندنت" البريطاني.
والآن مالي هي من أفقر الشعوب الافريقية ولكنها تحتوي على كنز ثمين يحاول العلماء العثور عليه وهي الكتب التي جاء بها مانسا واحتفظ ببعضها أهل القرية إلى الآن في أغلفة من الجلد أو في الكهوف وفي صناديق تحت الأرض.
يشار إلى أن موقع "Celebrity Net Worth website" صنف السبت الماضي، قائمة لأغنى 25 شخص على مر التاريخ، تصدر القائمة الملك مانسا موسى وتلاه في المرتبة الثانية عائلة "روتشيلد Rothschild" التي يعتبر أحفادها من أغنى الأشخاص على هذا الكوكب، بدأت العائلة في تكوين ثروتها بعملها في المجال المصرفي في أواخر القرن 18 وتقدر ثروتها اليوم بـ 350 مليار دولار وزعت على مئات الأحفاد الذين هم من كبار رجال الأعمال في أيامنا هذه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق