الأربعاء، 5 ديسمبر 2012

خمس أساطير حول النوم

نشرت صحيفة نيويورك تايمز اليوم تقريرا كتبه أستاذ علم النفس الطبي بجامعة لودفيغ ماكسيميلانس بميونيخ البروفسور تل رويننبيرغ قال فيه إن هناك خمس أساطير شائعة حول النوم في معظم الثقافات.
وهذه الأساطير -حسب تسمية رويننبيرغ- هي: الحاجة إلى ثماني ساعات من النوم بالليل، النوم المبكر والاستيقاظ المبكر يهب الثراء والعقل المفكر، الرياضة تساعدك على النوم، النوم هو مجرد قضية في تنظيم الوقت، معظم الأزواج لديهم عادات نوم مختلفة جدا.
الحاجة إلى ثماني ساعات
وشكك رويننبيرغ في كل من الأفكار الشائعة أعلاه. وبدأ بالزمن الذي نحتاج إلى النوم فيه قائلا إن نابليون لم يكن مؤمنا بأننا نحتاج إلى ثماني ساعات، بل يقول "إن الرجل يحتاج إلى ست والمرأة تحتاج إلى سبع والغبي إلى ثماني ساعات".
يقول رويننبريغ حتى ما قاله نابليون مخطئ "عدد ساعات النوم التي يحتاج إليها كل فرد تختلف من فرد لآخر وتعتمد على العديد من العوامل، بينها العمر والوراثة".
تحديد عدد الساعات التي نحتاج إلى النوم فيها أمر سهل لأننا لا نستطيع أن ننام أكثر مما نحتاج مثلما هو الحال في الأكل
وأشار إلى أن أبحاثه في النوم التي شملت 150 ألف شخص خلال السنوات العشر الماضية أثبتت أن 11% ينامون ست ساعات أو أقل، و27% فقط ينامون ثماني ساعات، أما الأغلبية فتقع بين ذلك، كما أن النساء ينمن أطول من الرجال بـ14 دقيقة فقط في المتوسط.
وأوضح أنهم استطاعوا مؤخرا التعرف على جينة ترتبط بعدد ساعات النوم "فإذا كانت لديك هذه الجينة، فستحتاج إلى ساعات أطول من النوم مما لو كانت لديك أخرى".
وأشار إلى أن تحديد عدد الساعات التي نحتاج إلى النوم فيها أمر سهل لأننا لا نستطيع أن ننام أكثر مما نحتاج مثلما هو الحال في الأكل "عندما نستيقظ من تلقاء أنفسنا ونشعر بأننا نشطون ومنتعشون، فإن ذلك يعني أننا قد نمنا ما نحتاج إليه من وقت".
وأضاف أنه في مجتمعاتنا الصناعية والحضرية الراهنة ننام ليلا حوالي ساعتين أقل مما كنا ننام قبل 50 سنة. وأشار إلى أن هذا الحرمان من النوم، مثله مثل الكحول، يقلل من كفاءتنا للعمل كثيرا ويهدد صحتنا وذاكراتنا.
النوم المبكر والاستيقاظ المبكر
أما فكرة أن الذهاب المبكر للنوم والاستيقاظ المبكر مفيدة لصحتنا وقدرتنا على العمل والتفكير الجيد، فهي أيضا من الأساطير الشائعة.
يقول رويننبريغ هذه الفكرة كانت صحيحة أيام بنجامين فرانكلين في النصف الثاني من القرن الثامن عشر عندما كان الناس يتعرضون لضوء الشمس أكثر مما ينبغي ولظلام أكثر مما يجب، وإن ساعاتهم البيولوجية متزامنة تماما مع دورة الليل-النهار "أما الآن فقد تغير ذلك بتحول أماكن العمل بعيدا عن ضوء الشمس، وبممارسة العمل تحت أضواء صناعية خافتة إلى أقل ما يمكن خلال النهار، وطوال الليل إذا كانت هناك رغبة في ذلك".
في مجتمعاتنا الصناعية والحضرية الراهنة ننام ليلا حوالي ساعتين أقل مما كنا ننام قبل 50 سنة
وقال إن وقت النوم، مبكرا أو متأخرا تتحكم فيه ساعاتنا الداخلية. "وبظهور الضوء الصناعي، أصبحت هذه الساعات تتأخر، بينما ظل يوم العمل في الغالب كما هو".  ويشير إلى أننا ننام حسب ساعاتنا الداخلية "المتأخرة" ونستيقظ باكرا للعمل بساعة التنبيه. لذلك نحن نعاني من حرمان مزمن من النوم نحاول تعويضه في الأيام الخالية من العمل.
الرياضة
وقال رويننبيرغ إن الرياضة ربما تساعدنا على النوم المبكر والنوم العميق خلال الليل "لكن ما يتعبنا ويساعدنا على النوم ليس هو الرياضة بل الضوء الذي نتعرض له أثناء ممارستنا الرياضة".
تنظيم أوقات النوم
وعن فكرة أن النوم هو مجرد قضية في تنظيم الوقت، يقول رويننبيرغ إن الحياة العصرية التي تعرضنا لإشعاعات التلفزيون والكمبيوتر، لا تساعدنا على الاستيقاظ الباكر حتى إذا ذهبنا إلى الفراش باكرا.
عادات مختلفة للأزواج
أما ما يُقال كثيرا حول أن الأزواج لديهم عادات مختلفة جدا في النوم والاستيقاظ، فيقول الكاتب إن هذه أيضا من الأساطير الشائعة، ويوضح "مرة أخرى نؤكد أن الأمر يتعلق بالبيولوجيا والوراثة، وليس بالعادات والتفضيلات الشخصية".
واختتم رويننبيرغ تقريره بقوله إن إحدى النتائج المثيرة للدهشة في أبحاثه حول النوم أن الرجال والنساء لا يفكرون أبدا في أنماط النوم، علما بأنهم على علم بعدد الساعات التي يحتاجون إليها للنوم، عندما يختارون أزواجهم.    

      
عدد ساعات النوم التي يحتاجها الإنسان تختلف من شخص لآخر وتعتمد على عوامل عديدة(دويتشه فيله-أرشيف)

المصدر:واشنطن بوست

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق